الخميس - 23 يناير 2025 - الساعة 02:38 م
النصح والإرشاد من القيم الإنسانية العظيمة التي تساهم في بناء المجتمعات وتقوية أواصرها. ولكن ليس كل ناصح صادق في نصيحته، فكثيرون قد يُظهرون النصح ظاهراً بينما يبطنون الغش والخداع. أما الناصح الحقيقي لكم فهو الذي يقدم النصح بصدق وإخلاصبين يداك.. القرآن الكريم الذي لم يحمل للبشرية إلا الهداية والنصح والنور، بلا زيف ولا تضليل.
لقد كان القرآن الكريم خير ناصح للفرد منذ نزوله هادياً للإنسانية، مرشداً لطريق الخير، ومبشراً برحمة الله، ومحذراً من الضلال. لم يكن في توجيهاته غش أو خداع، بل هو كتاب واضح، يُقدم الحقائق كما هي، يدعو إلى العدل، ويرشد الإنسان إلى ما يصلحه في دنياه وآخرته. وهذا هو النموذج الأسمى للنصيحة الصادقة، التي لا ترجو من ورائها منفعة شخصية أو مصلحة مؤقتة، وإنما تسعى لخير الناصح والمنصوح معاً.
يمكننا أن نستنبط من القرآن الكريم عدة صفات للناصح الصادق، منها الإخلاص في النية الناصح الحقيقي ينصح بدافع الخير، لا ينتظر الشكر أو المقابل، بل يريد الإصلاح والتغيير الإيجابي الوضوح والشفافية كما أن القرآن يفصل الأمور بوضوح، يجب أن يكون الناصح صادقاً لا يُخفي الحقائق أو يُزيفها
لذلك ان النصح الصادق لا يكون جارحاً أو مؤذياً، بل يستخدم الحكمة والموعظة الحسنة، تماماً كما يوجهنا القرآن إلى الرفق في الدعوة.
فالنصيحة البناءة تؤدي إلى تنمية الأخلاق، وتوجيه السلوكيات نحو الصواب، وتحقيق التكافل والتعاون بين الناس.
لذلك ان القرآن الكريم هو الناصح الذي لا يغش، علينا أن نتعلم منه هذا الدرس العظيم، وأن نكون صادقين في نصائحنا وإرشاداتنا، فلا نغش أو نضلل، بل ننشر الحق بالرفق والصدق. فالمجتمع القائم على النصيحة الصادقة هو مجتمع متماسك يسوده الاحترام والتفاهم، وتعلو فيه القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام.