الأحد - 08 أكتوبر 2023 - الساعة 04:37 م
مهما كانت النتائج المتوقعة والمرتقبة من ردة فعل أسرائيل ضد قطاع غزة ومنظمة حماس بعد الضربة القاصمة التي لحقت بها هذا اليوم، فأنها لن تجدي اسرائيل ولن تمسح عنها عار الفضيحة، مهما فعلت وقصفت ودمرت وهاجت وماجت، فيكفي مقاتلي حماس الفخر والاعتزاز بانهم هتكوا كرامة اسرائيل وعرضها واثبتوا للعالم بأنهم قادرين على المواجهة والحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي.
لقد حقق الفلسطينيين أهدافهم واوصلوا رسالتهم إلى المجتمع الدولي، وعلى دولة اسرائيل ان تراجع حساباتها وتتخلاء عن سياسة العربدة والطغيان وعجرفة الاستبداد، وان تتعض من هذا الدرس القاسي الذي لحق بها، إذا كانت فعلا تنشد الأمن والسلام فليس من حقها ان تتوسع في احتلال الأرض الفلسطينية وان تبني المستوطنات وتتجاهل مطالب حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة.
وحتى وان شنت غارات جوية واسعة النطاق ودمرت البنية التحتية في قطاع غزة، أو اقدمت على احتلال غزة لا سمح الله، فإنها تؤكد بذلك على فشلها وهزيمتها المنكرة.
إن العربدة والغطرسة لن تجدي بعد هذه الصفعة الموجعة، وبالتالي ليس هناك من خيار لتحقيق السلام ان ارادة أسرائيل ذلك سوى الاعتراف بحق شعب فلسطين ووقف بناء المستوطنات والبحث عن بدائل لتهدئة الأوضاع وتلبية مطالب أصحاب الأرض، والكف عن التجبر والاستقواء واستعراض القوة ضد المشردين من أرضهم، ومنحهم حق العودة إلى وطنهم المسلوب منهم ومساعدتهم على التنمية والاستقرار، إذا هم اتعضوا من فشل هيلمان العظمة والبلطجة، وقرروا التعايش والتألف بينهم وبين أبناء شعب فلسطين، ولكل منهما سياسته الخاصة وحريته في إقامة نظامه السياسي ودولته المجتمعية المنشودة.