الأربعاء - 19 أكتوبر 2022 - الساعة 07:12 م
لعب التعليم الجامعي الحكومي في الفترة الماضية دورا كبير في تاهيل الكادر الوطني وخدمة المجتمع والمشاركة في التنمية ووصلت بعض الجامعات الحكومية الى مستوى متقدم علميا واكاديميا بين الجامعات على المستوى الاقليمي ، الا ان ذلك المستوى بدا في عده التنازلي نتيجة لتاثيرات وعوامل عديدة واصبحت الجامعات الاهلية والخاصة تلعب دور المنافس بكل قوة مماجعل الجامعات الحكومية امام تحدي صعب الامر الذي يتطلب وقفة تقييمية جادة من قبل وزارة التعليم العالي ورؤساء وكوادر الجامعات الحكومية للحفاظ على مستواها العلمي والاكاديمي واداء رسالتها الاكاديمية واسمحوا لي هنا ان اعطي بعض المقارنات من وجهة نظري المتواضعة وتتمثل في الاتي :
- استكملت العديد من الجامعات الحكومية بناء منشاءتها واعتماد الموازنة المالية الخاصة بعملها وتوظيف الكوادر الاكاديمية وهيئاتها التدريسية والوظائف الخدمية ظمن موازنات الدولة السنوية الا ان الجامعات التي انشأت موخرا والعديد من كلياتها تفتقر الى المنشاءات العمرانية واعتماد وظائف جديدة تلبي احتياجاتها .
- اهلت الجامعات الحكومية العديد من الطلاب الذين التحقوا بالدراسة في كلياتها بالمجان ، وسمح لها فيما بعد بفتح برامج التعليم الموازي والنفقة الخاصة في بعض التخصصات العلمية مما وفر للجامعات وكلياتها زيادة في الموارد المالية التي يتم انفاقها كموازنة تشغيليه وحوافز للهيئات التدريسية دون التفكير في الاستفادة منها في استثمارها لصالح تطوير التعليم الجامعي ومنافسة الجامعات الاهلية .
- بعض الجامعات الحكومية للاسف لم تألوا اهمية للابحاث العلمية وطباعتها ونشرها والاهتمام بالباحثين وتطوير قدراتهم والاستفادة من ابحاثهم العلمية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة .
- الاختيار والتعين في مناصب رئاسة الجامعات ومساعديهم ورؤساء الكليات التابعة لها في الكثير منها لايخضع لمعايير المنافسة الاكاديمية والخبرات والشفافية في التعيين مما يؤثر سلبا على سير الاداء الجامعي وعلاقة الرؤساء بمرؤسيهم .
- تدني مرتبات اعضاء الهيئات التعليمية في الجامعات الحكومية متدني جدا مقارنة بالجامعات الاهلية والجامعات الخارجية الاخرى حيث انه لايلبي المتطلبات المعيشية لاسرهم ومواجهة احتياجاتهم اليومية الامر الذي شكل لدى كثير منهم احباط نفسي ومعنوي وجعلهم يبحثوا عن مصادر مالية اخرى ، الامر الذي اثر على عدم تطوير قدرات البعض منهم العلمية والمهنية ومواكبة متطلبات العصر اكاديميا وعلميا وكذا عدم الاهتمام بمشاكل وصعوبات كلياتهم او اقسامهم العلمية حتى لو تم اغلاقها .
- عزوف كثيرمن الطلاب عن الالتحاق ببعض الكليات اواقسام معينة فيها حيث اصبح عدد الكادر الوظيفي لبعضها اكثر من اجمالي عدد طلابها دون الوقوف على المشكلة من كافة جوانبها بمشاركة الجهات ذات العلاقةمن اجل حلها .
- كثير من الجامعات الحكومية تفتقد الى عدم تقييم جودة التعليم الجامعي بما يظمن سمعة الجامعة وكلياتها اكاديميا وزيادة الاقبال عليها وفتح اقسام علمية جديدة تلبي حاجة المجتمع .
- كثير من كوادر الجامعات الحكومية لاتولي اهتمام للعمل والالتزام بايفاء بما يقع عليها للكليات في الجامعات الحكومية التي يعملوا بها مقارنة بالتزامهم للعمل مع الكليات التابعة للجامعات الاهلية
- زيادة تعقيدات القبول في الجامعات الحكومية وكلياتها وتحديد سقوف الالتحاق باقسامها اعطاء فرصة للجامعات الاهلية بقبول مزيدا من الطلاب للدراسة في كلياتها .
- عدم قيام بعض الجامعات الحكومية بالبحث عن توأمة للجامعات الخارجية والمشهورة اقليميا ودوليا والاستفادة من تجاربها وخبراتها اثر على مستوى تلك الجامعات سلبا .
- تعقيدات اللوائح المالية في الجامعات الحكومية ومركزية اغلبها لدى رؤساء الجامعات يشكل مشكلة اكبر من حيث توفير الموازنات التشغلية للكليات وتلبية متطلباتها بصورة اسرع يقابلة مرونه وسرعة في عملية الصرف و الشراء للجامعات الاهلية .
- عدم اعتماد ودعم المساكن الطلابية للجامعات الحكومية مثل ماكان سابقا عدا ماتقدمة بعض السلطات المحلية بالمحافظات اداء الى عزوف كثير من الطلاب عن الدراسة الجامعية نتيجة لظروفهم المالية الصعبة يقابله توفير السكن لطلاب بعض الجامعات الحكومية التي تربطها علاقات مع الجهات الداعمة لبعض المساكن الطلابية .
اخيرا :
مثل ماذكرت سابقا الجامعات الحكومية امام تحد صعب ومفترق طرق امام الجامعات الاهلية والخاصة ..نتمنى ان تكون على مستوى ذلك التحدي والمنافسة العلمية والاكاديمية .
وفق الله الجميع لمافية الخير .