الجمعة - 30 ديسمبر 2022 - الساعة 12:52 ص
بعد أن ارتكب ذلك السنحاني الجبان عبد الله ضبعان قائد الوية جيش الاحتلال اليمني مجزرة سناح الضالع في 27 ديسمبر عام 2013م، التي قتل فيها أكثر من 30 شهيد وعشرات الجرحى، وفي يوم 13 يناير 2014م احتشدت الجماهير الجنوبية التي هبت من كل محافظات الجنوبي في ساحة مستشفى النصر للتعبير عن ادانتها بتلك الجريمة، حيث انطلقت في مسيرة مليونية راجلة لتشييع وتواري جثمان الشهداء من مستشفى النصر بمدينة الضالع إلى منطقة سناح الحدودية مع الجمهورية العربية اليمنية، وتبعد مقبرة سناح عن مدينة الضالع أكثر من 25 كيلومتر ، وكانت حناجر الجماهير الغاضبة تهتف بشعارها المؤكد على النضال والانتقام للشهداء الأبرياء (يا ضبعان صبرك صبرك الضالع تحفر قبرك)، وكان جنود الحقير ضبعان يتمترسون في ثكناتهم المحصنة على محاذات الطريق وهم يوجهون فوهات ترسانة أسلحتهم الشخصية وترسانة اللواء 33 الإرهابي إلى صدور أبناء الجنوب، وكانوا في حالة نشوة واستكبار يضحكون بسخرية وعنجهية مقززة بقصد استفزاز الجماهير الراجلة، وفي تلك اللحظات كان الحماس النضالي يشع من جباه الجماهير نورا وحماسا وهم يلوحون بأيديهم باحذيتهم التي تمزقت نتيجة طول مسافة المشي على أقدامهم العارية في وجوه جنود جيش ضبعان، بل وكان البعض ومنهم المناضلة الخالدة في مسيرة تاريخ شعبنا الجنوبي زهراء صالح يحاول التقاط الأحجار ليقذفوا بها أولائك المجرمون وهم داخل تحصيناتهم العسكرية، لكن المناضلة زهراء صالح رحمة الله عليها لم تستطع من إيصال رميها بالأحجار إلى متاريس الجنود الذين كانوا في حالة تأهب لإطلاق الرصاص الحي على الجماهير، لكن محاولاتها قد زادة الجماهير عزيمة وإصرار على مواصلة نضالهم السلمي ضد هيمنة واستبداد وجرائم جيوش الاحتلال اليمني المتخلف.
وحينما استذكر تلك اللحظات والمواقف المهيبة ومعها استذكر كيف كانت العمليات العسكرية التي كان يخوضها أبطال المقاومة الجنوبية بقيادة المناضل عيدروس قاسم الزبيدي والمناضل شلال علي شائع هادي وغيرهما من الأبطال الميامين وهم يلقنون المتعجرف السنحاني ضبعان وجنوده ضرباتهم الهجومية الدقيقة؟ وكيف وفق الله سبحانه وتعالى أبطال الضالع خصوصا والجنوب عموما، من دك تحصيات ذلك الجيش العرمرم؟ وأين أنتهى بهم مصيرهم المحتوم، بعد أن كنا نشاهدهم وهم يهربون فرادا وجماعات بعربات أسلحتهم الثقيلة؟، وما زال أبطال المقاومة الجنوبية ومواطني الضالع يستذكرون تلك الملاحم البطولية وما حققته من انتصارات وما تكبده ضبعان وجيشه الاحتلالي من خسائر بشرية بفعل الهزائم النكراء التي تلقوها من أبطال المقاومة الجنوبية بالضالع قبل عاصفة الحزم وما بعدها.
وعلى الرغم من هول كارثة جريمة مجزرة سناح الضالع ومن حجم التضحيات المجيدة التي استرخص فيها أبناء الضالع في سبيل تحرير الأرض والعرض والإخلاص من جحافل جيش المقتول المجرم علي عبد الله صالح , إلا أننا اليوم ونحن نترحم على أرواح شهداء مجزرة سناح الأبرياء خاصة وشهداء الجنوب الأبرار عامة، يحق لأبناء شعبنا الجنوبي ومناضليه الأوفياء أن يستشعرون بالفخر والاعتزاز وبالثقة واليقين من حتمية تحقيق أهداف قضيتهم الجنوبية السياسية العادلة، بعد أن مكنهم الله من الوفاء بالوعد والعهد لوطنهم وشعبهم وللشهداء والجرحى..
وبمشيئة الله تعالى ستتمكن قيادة مجلسنا الانتقالي ومعهم كل المخلصين ومقاتلي جيشنا الجنوبي، من استكمال مشروع استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة بحدودها التاريخية من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا، وهذا أمرا محسوما لا تراجع عنه مهما طال بنا الصبر والانتظار ومهما تطلب منا من استحقاقات مشروعة من الأرواح والدماء الزكية.
الرحمة والغفران من الله للشهداء والنصر المبين لتطلعات شعبنا الجنوبي، وأن غدا لناظره بقريب.
د. حسين مثنى العاقل.
28 ديسمبر 2022م.