السبت - 04 مايو 2024 - الساعة 12:29 م
بعد مخاض عسير وتضحيات جسيمة، استطاع شعبنا الجنوبي بعزيمته النضالية من تصعيد فعاليات حراكه السلمي السياسية، وبسالة مقاومته الشعبية القتالية، من مواجهة جيوش الاحتلال العفاشي وخلاياه الإرهابية، أن يتوج ذلك النضال والتضحيات في إعلان عدن التاريخي 4 مايو 2017م، وتاسيس المجلس الانتقالي.
وعلى مدى سبعة أعوام لم تكن فيها طريق الخلاص من نظام الاحتلال اليمني المتخلف، سهلة المنال ومفروشة بورود الانتصارات، لكنها كانت وما زالت بالغة الصعوبة وشديدة التعقيد. لها جذور عميقة من الصعب اقتلاعها، إلا إذا انتهج المجلس الانتقالي الجنوبي الوليد سياسة العبور ب حكمة واقتدار، لاختراق ضخامة الحواجز والعراقيل، التي حصنت فيها مراكز القوى اليمنية نفسها لافشال تطلعات أبناء شعب الجنوب، وهدم مشروعهم السياسي لاستعادة دولتهم المستقلة.
وعلى الرغم من كل تلك المعوقات والصعوبات المترابطة والمتداخلة والمتحالفة عربيا وإقليميا ودوليا، إلا أن قيادة المجلس الانتقالي ما زالت في اوج معمعان التحدي والمواجهة مع تلك القوى الاحتلالية الطامعة في قبضتها واحكام سيطرتها الاستبدادية على ثروات وموارد وخيرات اراضي شعب الجنوب السيادية.
حيث اشتدت دوافع المواجهة بين المجلس الانتقالي ومراكز قوى الاحتلال، وزادت حدة التجاذبات والمؤامرات، كلما شعرت تلك القوى بان قيادة المجلس الانتقالي قد استطاع من بناء قواته المسلحة وأسس مداميك دولته المستقلة، ويتحفز لانتزاع البساط المفروض عليه من تحت اقدام شرعية الدولة الدخيلة الغارقة من رأسها حتى أخمص قدميها في عيوب الفساد المالي والإداري.
سبع سنوات مضت من عمر التاريخ الجنوبي، والمجلس الانتقالي ينمو ويكبر ويتألق في محاصرة شرعية الفساد ويحجم قدراتها الوهمية، ويضعها في زاوية الخروج الاضطراري بقناعتها الذاتية، وهذا هو المصير المحتوم عليها، بموجب الظروف والعوامل التي فرضت نشأتها في مرحلة كان يتوقع منها تحرير العاصمة صنعاء، واسقاط مشروع مليشيات الحوثي الطائفية المتحالفة مع نظام الملالي الأيرانية، لكنها فشلت وتلاشت واضمحلت ولم يتبق منها سوى بقايا متناثرة تدور في متاهة مغلقة الافاق السياسية.
سبع سنوات من سياسة النفس الطويل والصبر والتروي للمجلس الانتقالي على كل ممارسات الشرعية العدائية والانتقامية ضد شعب الجنوب، ولكن بمشيئة الله تعالى سوف تنتهي وتزول شرعية الفساد اليمني المتهالكة، ويسمو في سماء أرض الجنوب وامتدادها الجغرافي، المجد التاريخي والحق الطبيعي، لأبناء شعب الجنوب، بقيادة مجلسهم الانتقالي في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة.