الجمعة - 25 فبراير 2022 - الساعة 07:09 م
استقبلتُ ظهر أمس الخميس المناضل الشيخ عبد ربه سالم علي معور الربيزي، وهذا اللقاء هو امتداد للقاءات معه في اليمن وسورية وغيرها من البلدان… والشيخ عبد ربه امتداد لأسرة المناضل الثائر علي معور الذي قاد الانتفاضة الشعبية في بداية الخمسينات ضد الاحتلال البريطاني وعملائهم في المنطقة، لأنه رفض السماح بدخول القوات البريطانية الى حطيب ودارت معارك عسكرية واستخدم البريطانيون كافة أنواع الأسلحة وفي المقدمة الطيران الحربي الذي دمر القرى بما في ذلك منزل الثائر علي معور الذي لجأ الى الجبال مع الثوار بل لجأوا الى البيضاء في شمال اليمن للاستعانة بدعم الإمام أحمد لثورتهم، كغيرهم من الثوار الذين كانوا يلجؤون الى شمال اليمن هروباً من ملاحقة البريطانيين لهم، كما كان الأحرار في الشمال يلجؤون الى عدن للهروب من ملاحقة سلطات الإمام.. واستمر هذا الوضع حتى بعد قيام الجمهورية في كلٍّ من صنعاء وعدن..
وكتب السير كينيدي ترافسكس المعتمد البريطاني في عدن آنذاك في كتابه "ظلال الكهرمان" عن وقائع المعارك مع آل ربيز:
كان أمامنا خياران، فإما أن نبعث لهم تجهيزات تأديبية عسكرية بين حين وآخر، وإما أن نشن عليهم حرباً شاملة لإخضاع المنطقة ونجعلهم تحت سلطتنا. وقد رأيت في الاختيار الثاني الحل الصحيح... يظهر أن كل شيء قد سار سيراً خاطئاً، فسرعان ما أصبحت قوة الحرس الحكومي مصيدة لرصاص آل ربيز..."
وقد تعرفتُ الى والده سالم علي معور في نهاية اغسطس 1969م أثناء افتتاح طريق الري بين أبين وشبوة، وقام بافتتاح الطريق حينها المناضل محمد على هيثم رئيس الوزراء وبمشاركة عدد من المسؤولين والمواطنين. وبعد الافتتاح تم التوقيع على صلح بين القبائل ينهي بموجبه أعمال الثأر وقد رحّب الجميع بهذه المبادرة وبهذا الصلح وكان ذلك نهاية لأعمال الثأر في المنطقة.
وبعد هذا التاريخ وفي عام 1983م قمت بزيارة مركز حطيب وأذكر أنني تسلمت خلال الاحتفال بندقية الثائر الوطني علي معور وقد شعرت يومها بأنه يهديني قطعة غالية على قلبه ويسلمني أمانة تاريخية وذكريات غالية لا تقدر بثمن..
وفي هذا اللقاء مع الشيخ عبد ربه تحدثنا عن الحرب والسلام في اليمن والجهود التي نبذلها مع كافة الشخصيات الوطنية الحريصة على وقف الحرب التي تدخل الشهر القادم عامها الثامن ولا يستفيد منها إلا تجار الموت والحروب..