السبت - 30 نوفمبر 2024 - الساعة 07:05 م
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
تهل علينا اليوم السبت الذكرى ال 57 لعيد الجلاء عيد الاستقلال الوطني المجيد ال 30 من نوفمبر , رحيل اخر جندي بريطاني من ارض الجنوب , هزيمة الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس , بكفاح مسلح انطلقت شرارته في ال 14 اكتوبر من العام 1963م , من جبال ردفان الشماء , وسقط خلاله الشهيد غالب بن راجح لبوزه كاول شهيد للكفاح المسلح , على الرغم من ان هناك ثورات كانت قد اندلعت في مناطق مختلفه ضد الاستعمار , حسب بعض المؤرخين , ولكنها كانت بشكل فردي وغير منظم او مدعوم , منها في بيحان وعسيلان وربيز وغيرها من المناطق في شبوة والجنوب .
توج عيد الجلاء برحيل اخر جندي بريطاني من عدن , بعد احتلال عدن في 19 يناير من العام 1839م , عبر ذريعة السفينة البريطانية ( داريا دولت) بقيادة الكابتن ( هنس ) , واستمر هذا الاحتلال للجنوب 129 عام , غادرت بعدها بريطانيا من الجنوب معلنه انسحاب اخر جندي بريطاني من عدن ,في صبيحة ال 30 من نوفمبر من العام 1967م ولايزال بعض من كان لهم شرف المشاركة في حرب التحرير , سواء من الجبهة القومية او من جبهة التحرير احياء يرزقون حتى يومنا هذا , بعضهم من اهمل مباشره بعد التحرير في غمار استبعاد الاخوة في الجبهة القومية لمناضلو جبهة التحرير وبعضهم من تغيب في غمار الاحداث والصراعات وحتى اليوم من مناضلوا الجبهة القومية وايضا مناضلوا جبهة النحربر , وهو ما خطط له الاستعمار البريطاني عند الانسحاب من عدن .
اليوم تحل على شعبنا في الجنوب هذه الذكرى بعد 57 عاما من الاستقلال الوطني المجيد , وشعبنا يعاني الويلات بعد الزج به في نتيجة الشعارات الوطنية الفضفاضه باسم القومية العربية , والتي بكل اسف شديد لازال بعض القيادات الجنوبية يامنون بها حتى اليوم , ولم يشاهدون نموذج فشل توحد بعض الدول العربية ابرزها مصر وسوريا في العام 1958م وفك الارتباط بينها في العام 1961م , وغيرها من الدول العربية , وللاسف الشديد ونتيجة الخلافات مابعد الاستقلال الوطني واخرها 13 يناير 1986م , بدلا من اقامة مشروع مصالحة وطنية شامله منذو مابعد الاستقلال الوطني لاستثني احد ابدا, والحفاظ على جميع المكتسبات التي تحققت للمواطن في الجنوب من تنمية وخدمات , ونهضة كبيرة جدا في مختلف المجالات, ولكن وكما يقول المثل الشعبي ( من حفرة الى دحديره )
تم الزج بالجنوب وشعبه في وحدة ال 22 مايو من العام 1990م مع الجمهورية العربية اليمنية , واصبحت هذه الوحدة كابوسا يعاني منه شعبنا في الجنوب حتى اليوم , وحدة توجت باحتلال الجنوب وعاصمته عدن في 7 يوليو من صيف العام 1994م والتي تم خلالها تكفير الجنوب واستباحته ارض وانسان ,وحدة دمرت جميع اهداف ثورة ال14 من اكتوبر المجيدة في الجنوب , ودمرت كل ماتحقق من منجزات وتنمية ونهضه وخدمات في الجنوب منذو مابعد الاستقلال , بل حتى تم تجريف الثقافة في الجنوب, وتمزيق النسيج الاجتماعي , واثارة الفتنة , ونهب الارض وتحويلها الى غنيمة حرب تحت الفتاوي التكفيرية, وتهميش وتسريح ابناء الجنوب من اعمالهم ووظائفهم , وتحويل الجنوب الى فرع تم ضمه للاصل , وحدة الواحد المنتصر وليس وحدة الشريك .
اعادت الوحدة الجنوب الى الوراء الى ماقبل الاستقلال الوطني بعشرات السنين , الى حكم الاعراف والاسلاف وتحويل المجتمع الى طبقات اجتماعية , وتغذية الصراعات والثارات , واستغلال المال العام للدولة ونهبه واستغلال الوظيفة العامة وحكرها على المتنفذين وابنائهم ومثلها الدورات الدراسية في الخارج , بعد ان كان كل هذا في الجنوب متاحا للجميع وبدون اي محسوبيه او وساطات او تمييز .
اليوم يستقبل ابناء الجنوب الذكرى ال 57 لعيد الجلاء , وان اختلف الوجة الممثل للشمال ولكن الاسلوب هو نفس الاسلوب , لان الثقافة هي نفسها , ثقافة الفيد ونهب ثروات الجنوب وتهميش ابناءه , فحتى من هم معهم ويشرعون لهم اليوم فغدا سياتي الدور عليهم , المسالة لديهم وقت , ومجرد ماتنقضي الحاجة سينظرون اليك بنفس النظرة " انت جنوبي كنت مع ابناء الجنوب او ضدهم " وستردد كما ردد من سبقوك في خدمة صنعاء " لقد اكلت يوم اكل الثور الاسود " ولن يسمعك احد حينها .
اليوم يمر الجنوب باصعب حالاته مع توقف صرف الرواتب لابناءه بهدف الضغط على القيادة السياسية الجنوبية الممثله بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي والوفد المفاوض ٫ بهدف الرضوخ وتقديم التنازلات , وهو الامر الذي لايمكن القبول به , وايضا جعل الشارع في الجنوب يضغط على الانتقالي وينعته بالفشل , نتيجة الوضع الاقتصادي , متجاهلين الصمود البطولي لابناء الجنوب , ومتناسين بان صنعاء تمر بوضع اسواء ولاندفع رواتب للموظفين منذو سنوات .
نعم مادمنا اصحاب حق وننشد دولتنا للخلاص من هذه الوحدة , فعلى الجميع الصبر والتلاحم والصمود ورص الصفوف خلف قيادة الانتقالي , والشد منهم , وجعل مشروع الدولة والوطن والهوية فوق جميع مشاريعنا الشخصية , والوفاء للشهداء اللذين قدموا ارواحهم رخيصه في سبيل استعادة الدولة والخلاص , ورفض اي مشاريع تنتقص من هذا الحق , وعلى من اختلف مع الانتقالي ان لايكون ضد المشروع الوطني الجنوبي , واستعادة دولة الجنوب والارتماء في احضان اعداء المشروع الوطني الجنوبي ,فالانتقالي ليس الدولة بل هو الوسيلة للسير لاستعادة الدولة والتي حدد ورسم مسارها الميثاق الوطني الجنوبي , وان وجدت بعض الاخطاء والقصور فسيصحح مستقبلا , فالمرحلة حساسه ومفصليه , فحجم المؤامرات كبيره جدا , من اثارة المناطقية والشلليه والقبليه , واقلاق الامن والسكينة العامة وحرب الخدمات وتسيس ملفات الخدمات ايضا واخيرا الرواتب , ولكنها لن تنجح باذن الله , وستفشل كما فشل ما سبقها , وعلينا ان نكون جاهزين لاي خطوات يتخذها المجلس الانتقالي خلال الايام القادمه باذن الله , فالحقوق تنتزع ولاتوهب .
المجد والخلود للشهداء الابرار ,, وعلى نفس الدرب سائرون .وكل عام وشعبنا الصابر بالف خير .
السبت 30 نوفمبر 2024م