الإثنين - 09 ديسمبر 2024 - الساعة 02:40 م
سقطت اخر قلاع العرب الثورية ، بسقوط نظام الاسد في سوريا ، الداخلة اليوم الثامن من ديسمبر لعالم مجهول الهوية و النظام لكنه بالتأكيد يأتي تحقيقا لتنبؤات يديعوت خريف 1977 القائلة “إذا كان أنور السادات قد أتى بالطائرة الى أورشليم، حافظ الأسد سيأتي سيراً على الاقدام .
وللاسف لن يأتيها حافظ ولا نجله سيرا على الاقدام بل جأتها سوريا على صحنٍ من ذهب استجابة لتحقيق طموحاتها في المنطقة المتساقطة انظمتها الثورية كورق الخريف .
و لا تختلف قصة سقوط سوريا في تفاصيلها عن فصول سقوط نظيراتها من دول الثورات الاسرية الجاري التضحية بها عملا بسيناريوا دولي واحد لا وجود للاختلاف في فصوله و نصوصه على الاطلاق ، بحفظنا لها عن ظهر قلب منذ اندلاع احداث تونس . لتتولى عروض فصوله المسرحية الهزيلة على ارض مصر و ليبيا واليمن والسودان باختلاف شخوصه فقط ، مصحوبا بتبخر قواها الوطنية ومراجعها الفكرية في غمضة عين ، تأكيدا على قوة ارتهانها المذل للانظمة و تسخير قدراتها على خدمتها و امتناعها عن خدمة الشعب ، مما يفسر عجزها عن الصمود في وجه العاصفة التي اقتلعت الجمهوريات الاسرية من الجذور عقب صدمتها بحكاية ابتلاع الضياع لجيوشها الجرارة ، و اغماء الشعوب من شدة الفاجعة و الفرحة بزوالهم .
و بسقوط سوريا ، تخلصت امريكا العظمى من اخر حجر عثرة في طريق مشروع الشرق الاوسط الكبير ، ضمانا لانتظام دوران العالم في فلكها ، كاشفة عن الوجود الوهمي لروسيا في خارطة السياسة الدولية ، و محور المقاومة المضروبة الرأس في لبنان و سوريا .