الخميس - 17 أبريل 2025 - الساعة 04:14 م
تتسارع وتيرة الخلافات في حضرموت ، ملقية بظلال كوارثها الكثيفة و المتوقعة عليها ، في ظل تعقيد مشهد ازمتها المتداخلة ، ودخول مكونات سياسية جديدة عليها بنزعة وتاريخ الاسلام فوبيا المرعب ، مما يستدعي التريث في التنبؤ بمخاطرها و مألاتها المستقبلية على المحافظة المسالمة مع نفسها ، رغم اصرارها على المضي للمجهول ، وسط شحن اعلامي مخيف غير خاف على احدٍ ، مؤهلٍ لتغذية التنافرات الحاصلة بين مكوناتها الاقوى تأثيرا على ساحتها الداخلية الملتهبة بحمى صراعات الانتقالي والحلف في ظل غياب الرؤية لديهما لامكانات الحلول المتوجب حدوثها في اخر مراحل خلافاتهم السياسية الحادة ، الفاقدة منهجية البحث عن القواسم المشترك فيما بينهما و محاولة البناء عليها ، بعيدا عن الوقوف على تداعياتها السلبية الضارة بصيرورة علاقاتها الثنائية المقطوعة اصلا ، باعتبار حضرموت القاسم المشترك الاكبر للجميع ، بغض النظر عن حالة الشعور السائدة الان والموحية بالوصول الى مفترق الطرق المؤدية جميعها ايضا الى حضرموت في خاتمة المطاف كواحدة من اشتراطات السياسة وقواعد لعبتها المتارجحة مابين المتغير والثابت من ادواتها المحلية .
وعادة ما تدفع الصراعات السياسية المتفاقمة بين اطرافها المتناقضة في الرؤي والتوجهات للوقوف باصحابها على شفير الهاوية القادرة على التهام حضرموت و اصحابها لامدٍ بعيد ، في ظل غياب وعيها الجمعي الواضح عن تجاربها المريرة في الماضي ، وعدم قدرتها على استيعاب دروسها القاسية ، او الاستفادة منها ، مخافة الوقوع في الاسوأ منها كحالة عامة على كافة محافظات جنوب اليمن لا حضرموت بمفردها.
و ثمة قصور حضرمي جلي في التعاطي مع السيناريو الدولي المعد للمحافظة المستمدة وجودها ونفوذها وقوتها من الجغرافيا والتاريخ على حجم بنية المتغيرات الكبيرة التي طالت تركيبتها الاجتماعية والسياسية لقرون خلت ، وسريان الاحتكام الخفي لنزاعات سلطناتها الغريبة عن تربتها وبيئتها المحلية .
اذاً حضرموت تتعامل اليوم مع تركة ثقيلة من موروث خلافاتها التاريخية ، لا افرازات خلافات المرحلة الراهنة عليها ، وهي مدعوة الى ايجاد حالة توازن بينهما لكي تتمكن من امتلاك القدرة للتعامل مع الاحداث والمشاريع المتكالبة عليها من كل حدب وصوب مالم فانها ستصبح لقمة صائغة وسهل في افواه اصحابها المتعهدين بادارة المشاكل والصراعات في كل المحافظات الجنوبية المؤهلة لاستقبالها محافظة بعد اخرى ، وفي نجاة حضرموت حصانتها المؤكدة .