انفوجرافيك يرصد نتائج اجتماع لجنة المناقصات برئاسة المحافظ بن الوزير، والتي أقرت الإعلان عن حزمة مشاريع بما يقارب من 5 ملايين دولار، بتمويل السلطة المحلية بالمحافظة.

الحصاد النصف الشهري الأول للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي سبتمبر ٢٠٢٤م

برعاية الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي اللقاء التشاوري الموسع لقيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي في العاصمة عدن




مقالات


الجمعة - 27 مايو 2022 - الساعة 07:14 م

الكاتب: احمد عمر بن فريد - ارشيف الكاتب




لم تأت عاصفة الحزم في الأساس الا لغرض مواجهة المشروع الايراني في اليمن والقضاء عليه بشكل كامل, وحينما تبنت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كل تلك الجهود العسكرية والاقتصادية والأمنية وتحملت العبء الأكبر في تلك المواجهة وقدمت ودفعت في سبيل ذلك الكثير من المال والعتاد العسكري وحتى الأنفس البشرية, فهي فعلت ذلك من أجل تحقيق أهداف استراتيجية تخص أمنها القومي بدرجة رئيسية وان كان ذلك بطبيعة الحال يتقاطع مع مجموعة من الأهداف الوطنية اليمنية سواء كانت في الشمال او في الجنوب بالنظر لما يمثله اليمن من عمق استراتيجي هام جدا ومؤثر على أمن تلك الدول.

غير أن اسوأ سيناريو معرقل للتوجه العام للحرب, هو ذلك الذي يحرف سيرها الرئيسي ويأخذ الأطراف الفاعلة فيها الى مسارات أخرى من شأنها أن تنتج " معارك جانبية " لا حاجة لنا بها, وهو ما حدث بالفعل أمام أعيننا خلال السنوات الخمس الماضية , والذي بدأت اول فصوله بازاحة نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حينها المهندس / خالد بحاح ومن ثم " مركزة " كل قرارات الشرعية اليمنية في ايدي مجموعة صغيرة من الأفراد امتلكت لنفسها توجه سياسي ذا لون واحد يحمل " رؤية " قاصرة جدا في معنى وأهمية استراتيجية الحرب ضد الحوثي. استراتيجية جعلت من الجنوب وقضيته الوطنية العادلة وشعبه الحي, وقواه السياسية وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي خصما رئيسيا في المواجهة بدلا من العدو الرئيسي الذي هو مليشيات الحوثي التي تتمركز وتحكم قبضتها على الشمال وليس على الجنوب المحرر

في سبيل ذلك التوجه السيء الجديد ومن أجل ترسيخه على ارض الواقع , وظفت الشرعية اليمنية جميع طاقاتها وامكانياتها المالية الهائلة ومكانتها الدولية, بل وجعلت من ذلك ايضا " غطاءا ساترا " لجميع اخفاقاتها العسكرية الكبيرة جدا التي شهدتها جبهات ومحافظات كاملة تهاوت كارواق الخريف دون اي مقاومة تذكر في فترات قياسية , وهي لم تكتف بذلك بل جعلت من الجنوب المحرر من مليشيات الحوثي بدماء ابناء الجنوب , ساحة معارك محلية جانبية حاكت من اجل اشعال فتيلها الكثير من المؤامرات والفتن وانفقت عليها الكثير من الأموال والسلاح, ونتيجة لكل ذلك دخلت المواجهة مع المشروع الايراني الخطير مرحلة غير مسبوقة من الخطورة والجمود والتمكين لهذا المشروع , قبل ان يدرك التحالف العربي خطورة الوضع ويتعرف على الاشكالية الحقيقية وصانعيها ،الأمر الذي جعله يسارع بالتهيئة لمشاورات الرياض التي استأصلت الخلل من جذوره منتجة قيادة سياسية جديدة تمثلت فيها عدة قوى وطنية حددت لها مهمة واضحة وهي اعادة توجيه بوصلة الحرب الى وجهتها الصحيحة والبعد عن حرفها مرة أخرى كما كانت تفعل القيادة السابقة اضافة الى مهام أخرى يأتي على رأسها تخفيف العبء الهائل الذي يثقل كاهل المواطن البسيط .
من الطبيعي جدا ان تحدث خلافات سياسية في اطار مجلس القيادة الرئاسي الجديد , وهذا من طبيعة اي عمل سياسي في الأوضاع الطبيعية فما بالك في ظروف الحرب , وليس من العيب أن تحدث خلافات في اي مرحلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة, ولكن العيب يكمن في أمرين رئيسين .. الأول هو عدم القدرة على التعامل مع الخلافات السياسية المحتملة بطريقة حضارية غير منتجة لصراعات المواجهات المسلحة، والثاني ان لا يتكرر من بعض افراد القيادة الجديدة ما سبق أن قامت به القيادة السابقة من اخطاء فادحة تحثنا عن طبيعتها في الأسطر السابقة.
ان يتعامل مع نتمنى على رئيس المجلس القيادي السيد / رشاد العليمي وهو السياسي المخضرم ان يفهم طبيعة الأخطاء التي ارتكبت من قبل الرئيس هادي ونائبه علي محسن الأحمر والتي تمحورت في جعل الجنوب وارضه ساحة حرب بدلا من التوجه الى ساحة الحرب الرئيسية وهي المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي بقواته ومليشياته والتي أتت عاصفة الحزم لتحريرها وليس لتحرير المحرر وهي ارض الجنوب , وعليه ايضا " قضية الجنوب " بواقعية شديدة واحترام كبير, مع ما يمكن ان يعنيه ذلك من بلورة موقف واضح منها كقضية عادلة تحتاج الى معالجة حقيقية تقوم في الأساس على احترام ارادة شعب الجنوب كما ورد في البيان الختامي لمشاروات الرياض, وباعتبارها ايضا قضية الدولة العربية المستقلة التي توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990 م . كما نرجو من مجلس القيادة الرئاسي ان يبتعد عن " استقاطب " القوى السياسية الجنوبية لصالحه ومن ثم توظيفها بحسب الحاجة , وهو ان فعل ذلك سيدخل في نفس المسار لسابقيه, بعض التطيمنات في التعامل المحترم مع الجنوب وقضيته سيعني الكثير لنا في الجنوب ولن يكلف أخواننا الشيء الباهض الثمن .. فقط تقديم الاحترام للقضية والبعد عن استفزاز الشارع الجنوب بصغائر الأمور التي لسنا بحاجة لها.

ايها السادة .. ان توحيد السلاح ضد مشروع ايران لا يقتضي بالضرورة توحيد لون البندقية بقدرما ما يعني ان تطلق في الاتجاه السليم نحو نحر الحوثي ومشروعه المدمر مهما اختلفت الوان البنادق وتعددت هويات مطلقيها, وهذا يعني أهيمة التفريق مابين الجوهري في الحرب وماهو غير الجوهري فيها