الأحد - 20 أكتوبر 2024 - الساعة 12:48 م
صدق الله القائل في معركة بدر ( ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ) تحقيقا لقدر الهي محتوم بالمواجهة في القتال ، و لن اجد قولا افضل من قوله سبحانه وتعالي لتعبير عن لقائي بمحض الصدفة باخي الصديق الجديد الدبلوماسي الخلوق سعيد صالح بو حربه في يوم يعز فيه اللقاء لجسامة الموقف ، وكثافة الحضور ، على صعيد وداع القائد الشهيد احمد السليماني رحمة الله عليه . بعد انسياب الامواج البشرية باتجاه المقبرة ، فضلت البحث عن مكان مناسب لاخذ قصد من الراحة لمعاناتي الشديدة من حالة انفلونزا حادة ، تسللت من بين الجموع حتى تفائت ظلال مسجد القرية ، جلست بقوى منكهة ، وافكار مشتتة متدبرا مايمكن قوله في الوادع ، واذا بصوت له بحة محببة في نفسي يحيني بالسلام ، تبادلنا اطراف الحديث على طريقتنا الشبوانية المعتادة ، دفعني فضول وحب الاشتياق لسماع الصوت اكثر واكثر ، ولي اذن تطرب لما يسرها من مزامير داود الذي حباها الله للخاصة من عبادة ، وصديقي الجديد العميد سعيد من هذه الفئة المحظوظة بالنبرة الداودية التي يجهلها اصحابها ويدركها اهل الذوق والاختصاص . هم بالانصراف ، وقفت مجددا احييه وبادرته بالعناق ، متيقنا في قرارة نفسي من شخصه الكريم ، و فراستي لاتخيب بادرته بالقول اهلا اخي الصديق العميد صدم من العناق ، ومن معرفتي المفاجئة له ، عرفته بنفسي وكانت سعادته لاتوصف باللقاء الذي ساقته الاقدار على محض الصدفه ولو تواعدنا لاختلفنا في الميعاد بالتعبير الالهي العظيم ، ومن احسن من الله قيلا ، لكثرة الامم التي يغص بها المكان .
لم تغب صورة الرجل عن مخيلتي رغم مرور مايقارب عشرة اعوام على لقائنا الاول والوحيد في مسقط رأسه بلدة المصينعة ايضا كانت بمناسبة وداع اخ عزيز علينا من اهله . شد انتباهي الرجل منذ الوهلة لحديثه فيها . مما ينم عن شخصية دبلوماسية امنية مؤهلة ، يعتد برايها في المواقف .
افترقنا ولحظة من التأمل العميق سيدة الموقف . لم تتغير ملامح الرجل كثيرا عن ناظري ، وان ظل تل جبينه الشبواني الاسمر شامخ و ناضح بخيوط الشمس الذهبية الكيئبة والحزينة على رحيل المقاوم الشجاع احمد السليماني رحمة الله عليه .
ورسم ووسم رجال شبوة وقياداتها اسمها بالذهب ، و سعادة الدبالوماسي العميد سعيد بوحربة منهم ، ومثلوها خير تمثيل ، ونتطلع ان يردوا الجميل اليوم لها ، بتوظيف خبراتهم وقدراتهم على صلاحها ، ودعم جهود قيادتها ممثلة بالمحافظ الشيخ عوض ابن الوزير لتكون انمودج يحتذى به على مستوى محافظات الجمهورية ، وقائدة لركبها الوطني في كل مجال .