الخميس - 17 أكتوبر 2024 - الساعة 08:25 م
خالية جيوش العرب من غرفة التحكم الاكتروني بالحرب ، وممنوعين من التفكير فيها او اقتنائها او تمكينهم منها للاستخدام بعد وقوف البشرية في حياتها العصرية على مرحلة الانتقال من حروب الميدان الى حروب الجدران ، محدثة تغييرات جذرية كاملة في ادارة المعركة ، وتحقيق اعلى قطاف اهدافها في غمضة عين ، بسهولة الوصول الى قائدها ، تاركة حركة الفيالق والقطاعات العسكرية على رقعة مسارحها القتالية للتاريخ . متجاوزة الاعتقاد الراسخ بالاعتماد على القدرات الاستخباراتية التقليدية ، ودخولها لاجيال رقمية من الجيوش الاكترونية القادرة على رصد الانفاس ، لا حركة الناس .
و بواسطة هذه الجيوش الاكترونية الذكية ، تمكنت اسرائيل وحلفائها من مضاعفة انتصارات على العرب في هذه المرحلة ، واصابتهم بكابوس قطاف الرؤوس عقب تنكيلها بغزة فلسطين والاصرار على بقائها اثرٌ بعد عين . مسجلة حصاد غير مسبوق لرؤوس الابطال من المقاومة وقادتها في عمليات يشيب من هولها الولدان لا رؤساء العرب .
ويلاحظ اعتمادها (اي اسرائيل) في الاونة الاخيرة على عنصر الصدمة في ادارة الحرب ، وشل قدرة الخصم على التفكير ، تماشيا مع منهجية الفلسفة القتالية الجديدة التي لم يعيها العرب بعد ، لكنها اصابتهم في مقتل من ناحيتي التفكير فيها ، والتدبير للحماية منها ، ولم تمهلهم فرصة سانحة لاستيعاب كيفية مقتل هنية لتباغتهم بمقتل السيد الشهيد لترميهم في جحيم الخوف باعلانها عن مقتل الشهيد المقاوم يحي السنوار بحلول ظلمات هذه الليلة الباردة من ليالي عرب وفلسطين .
ومن يجرؤ على حساب خسارة العرب لثلاثة من اشاوس الابطال في بحر تسعين يوما مما يحسبون . في حين يواصل العرب نزولهم على التوالي من التاريخ ، عاجزين عن ايقاف انحدارهم نحو الهاوية .
