الأحد - 16 فبراير 2025 - الساعة 05:46 م
مكثت حوالي عشرين يوما بالعاصمة عدن لاجراء بعض الفحوصات الطبية, وايضا لحضور حفل مناقشة خالي العزيز لرسالة الماجستير , ونتيجة للاجواء الرائعه بالعاصمة عدن , استحسنت البقاء لفترة , تجولت خلال هذه الفترة بين الناس , ودخلت كعادتي المطاعم والبوفيهات والمقاهي , وتجولت في السواحل والمنتزهات , وكنت استمع الى حديث الناس , ولاحظت بان غالبية الناس يطالبون بتحسين الوضع المعيشي للمواطن وتوفير الخدمات ولو في الحد الادنى منها وخصوصا الكهرباء , يطالبون بايجاد مصفوفه سريعه لتحسين الوضع المعيشي والخدمي لحياة الناس .
حقيقة الوضع الاقتصادي اصبح صعب جدا والبلاد على حافة الانهيار في ظل صمت من حكومة الشراكة , وحقيقة هي ( حكومة مرفاله ) لن ينجو احد من هذه الازمة التي ظهرت تاثيراتها على الجميع , ونامل من الله العلي القدير , ان لا تتحول من ازمة وتتطور الى كارثة , وبرغم ذلك فتضلي ثقة الناس واملها كبير جدا بالله عز وجل .
الوضع الاقتصادي ارهق الناس , في ظل الارتفاع الجنوني الكبير لاسعار السلع الضرورية لحياة الناس , فالشعب ليس كله عسكر ليستلمون بالريال السعودي , وليس كله مسؤلين او سماسرة اراضي , او رجال مال واعمال , او يستلمون اعالات اسوة بالمتواجدين في مصر وتركيا , وليسوا قيادات الوية ,ولكن هناك بينهم المعلم من لايصل راتبه حتى 200 ريال سعودي , فماذا سيعمل بهذا المبلغ اذن ؟!!! وهناك المتقاعد ومن لايعمل ابدا , الناس تكافح كفاح مستميت لاجل العيش ولو في الحد الادنى من سبل العيش .
حضرت بتاريخ 26 يناير حفل مناقشة رسالة الماجستير لخالي العزيز بقاعة كلية الاداب بخور مكسر , والتقيت بالكلية بمتعاقد منذو سنوات يعمل عامل خدمات تقريبا اسمه ( حميد ) ويخبروني بعض الشباب بانه يستلم راتب شهريا مبلغ اقل من ( 10000) ريال يمني شهريا , واقسم بالله اني صعقت وصدمت , والى الان مش مستوعب الامر , واخبروني بان هناك ايضا من الاولاد والبنات من يستلم مبلغ ( 15000) ريال يمني شهريا .
نعم الارزاق بيد الله عز وجل , ولكن تخيلوا كيف تعيش هذه الناس , في وقت عندما تدخل سوق القات في سوق خورمكسر او المنصورة , فتشاهد من يشترون القات بمبالغ فوق ال 100 الالف الريال اليمني يوميا ,من القيادات العسكرية والامنية والمدنية ورجال الاعمال , وسماسرة الاراضي .
نزلت بمنطقة البساتين بضيافة احد الاعزاء , اليساتين تلك المنطقة الهادئه جدا , والتي وكانها تعيش بزمنا اخر وتعتبرالادنى اقتصاديا , فتشاهد اغلب سكانها من الصومالين مع خليط اخر من مختلف المحافظات , اناسا طيبين جدا , تشاهدهم وانت تستقل باصات النقل من البساتين الى جولة القاهرة , وهم يتكلمون باللغة الصومالية , وينشدون الاغاني الصومالية , والعجيب جدا بانك تلاقي ان الكثيرين من سائقو الباصات اصبحوا يجيدون المحادثة باللغة الصومالية , كشيء من الامور المهمه لممارسة المهنة للتخاطب مع الاخرين , كما اثار اعجابي كثير جدا هو انتشار الاكشاك الخيرية المرقمه على جوانب الطرقات التي توزع الوجبات المجانية لبعض الاسر الفقيرة , والتي تخفف كثيرا من معاناتهم .
كنت باحد الباصات , ومازحت احدهم يدعى (احمد عبدالله ) قلت له مازحا ( الله يزوجك ) ضحك كثيرا , وقال لا ادعي بغيرها , وطلع لي جواله واذا فيه صور له وهو مربط بشاش ابيض من وسط بطنه الى راسه , واخبرني بانه تزوج على زوجته , وان زوجته قامت بصب عليه ماء ساخن , وتم اسعافه الى مستشفى البساتين ومن ثم مستشفى الجمهورية , وقال مازحا ! بانه اصبح ترند ومثل بين الناس , لكل الزوجات تهدد ازواجهن بنفس العقاب .
ولكي نكون منصفين وننقل ماشاهدناه في الجانب الاخر من معاناة للناس , فقد لاحظنا جهود كبيرة جدا للنظافة بالشارع العام ولكنها ليست بالحد المطلوب ,فانتشار القمامة مازال يظهر لافتا بين الحين والاخر , وايضا انفجار بعض المجاري , من السوق الى مطابخ الوحش , اما الكهرباء فهي جزاء من الوضع العام بالبلاد , ولكن لاحظنا في مربع صفر الشرقي , مطالبات من المواطنين بتوفير لهم مفتاح كهرباء للمحول المتوقف , وتطالب الكهرباء من الاهالي شراء المفتاح , الذي تصل قيمته الى حوالي ( ثمانية الالاف دولار ) وفي الجانب الاخر لايجد المواطنين بهذه المناطق مايسد حاجتهم الضرورية فمن الصعب عليهم شراؤه , وعلى الدولة ومن واجبها القيام بشراؤه لهم , للتخفيف من معاناة الناس .
حدثت ازمة خاطفة في غاز الطبخ المنزلي , ولاحظت تفاوت اسعار الغاز , في محطات الغاز مابين من 12 الف ريال يمني الى 8 الف ريال يمني ) ووصلنا بان السلطات قامت بحملة لضبط المتلاعبين بسعر الغاز وفجاه انتهت الازمة مباشرة , كما لاحظت ان عملة ال ( 100 ريال ) وال ( 200) ريال يمني لازالت لها قيمتها بين الناس , نتيجة الحاجة والعوز , وتلاحظ بعض من يتسولون يسالك 100 او 200 ريال فقط , وايضا مدى تداولها في ايجارات النقل بين المناطق .
تعمل السلطات بالعاصمة عدن بكل قواها لمواجهة تدني الخدمات , جهودا جباره وعمل داؤب , في ظل الحرب في جانب الخدمات المفروضه , من قبل الشرعية والتي لم تقوم قيادتها برد الجميل لهذه المحافظة التي احتظنتهم ولمتهم من الشتات , بعد ان هربوا تاركين منازلهم واسرهم الى عدن , التي كافاونها وكافاو اهلها بالحرب عليهم في الخدمات , لكي يعلنون الرضوخ والاستسلام , اما ... او .
قمت بزيارة خاطفه الى مدارس الايمان الاهليه , وقلت لمسؤلة الحسابات تدعى تقريبا مروه " انا اريد ان اشتغل معكم واتعاقد , فردت , قم بالتقديم العام القادم باذن الله , وسئلتها عن المرتبات فاخبرتني ( ثانوية عامة او دبلوم عالي ب 40 الف ريال - بكلاريوس تخصص ب 48 الف ريال ) يضاف اليها 5000 ريال لروؤساء الشعب ومربيين الفصول .
اثناء زيارتنا للدكتورة اشراق السباعي وكيل وزير الصحة للتثقيف الصحي , والدكتور سالم الشبحي وكيل الوزارة لشوؤن السكان ,لاحظت الدكتورة اشراق لازالت بقوة شخصيتها التي عرفناها بها , وابتسامتها التي تستقبل جميع زوارها بها دائما , وروح الحيويه والنشاط , كما لاحظت مديرة مكتب الدكتور سالم الشبحي وهي تطبع الرسائل على جهاز الكمبيوتر , وسالتها كم الراتب الذي تتقاضينه شهريا , واخبرتني بانها تستلم مبلغ 40 الف ريال يمني شهريا لاغير , فماهو الشي الذي سياتي به هذا المبلغ ؟!!
لقد اصبح من الضروري عاجلا , ايجاد مصفوفة اقتصادية لاصلاح الاوضاع الاقتصادية والخدميه بالعاصمة عدن لانقاذ الناس .