الأحد - 09 مارس 2025 - الساعة 09:35 م
اخذت طابعها الانساني ، وجابت الآفاق ، حطت كفرشات درويش على القلوب ، واستبدلت اجنحة جبران المتكسرة في الحياة لمن جارت عليهم واجبرتهم على الخروج عقليا ونفسيا و اسريا منها . غسلتهم بمزن المشاعر لا بقطرات السماء . نظفتهم بابوية جامحة من اوجاع السنين و اوساخها ، لتضئ بسماتهم ظلمات الوجود الانساني الموحش و المتوحش .
وتستحق المبادرة التي اطلقها محافظ شبوة الشيخ عوض ابن الوزير ، امس الجمعة ببعدها الانساني الخالص ، الاشادة ، والاشادة ، والاشادة ، والزيادة لريادتها في هذا الحقل الانساني الجديد ، دونما الالتفاتة لبعض البشر الذين اصبحت قلوبهم حجرا ، على لين الحجر التي اسقت بني اسرائيل . ليظلو ماكثين خارج سلطات عقلي و ذاكرتي ، بفقدانهم البخس في كل قول ، جراء منازعتهم الحق المبين ظلما وعدوانا و تعديا و جهلا من عند انفسهم عليه في كل حين . على حجم التفاعل مع المبادرة في مختلف الاوساط المحبة لهذه الفئات التي قسى عليها الزمان وجار بالحمل عليها ، و اذاقها مرارة الحرمان الطويل من الحنان و العطف ، و دفئ الاسرةِ .
و للمبادرة طابعها الانساني الجميل في النفس ، باعتبارها اول مبادرة انسانية لقائد شبواني ، تسجل حضورها الاول في تاريخ ومضمار العمل الانساني على المستويين المحلي والوطني ، فلا ضير في القول بفيض انسانية المحافظ ، التي تستحق الاشادة عن قناعة لا فقاعة كلام .
و تحتسب المبادرة انتصارا للانسانية ، انتصارا لقيم الدين والاخلاق ، انتصارا لمبادئ التكافل الاجتماعي ، انتصارا لحقوق الانسان ، و انتصارا لكرامته . وهي في جوهرها انتصارا لامانة المسؤلية التي حضرت في قلب واخلاق ودين محافظ شبوة و غابت بكل اسف عن اقرانه من قيادات الدولة في مختلف مراحلها من التاريخ .
اذاً المبادرة تمثل من وجهة نظري اعادة اكتشاف انسانية المحافظ للناس الذين يجهلون ذلك على الرغم من اجماع غالبية ابناء شبوة عليها . ان لم تمثل ثورة في اخلاقه القيادية الموجبة اعادة تعريف المسؤولية الوطنية و الإنسانية لكل قائدٍ ، وفقا و عمل مقولة الفاروق الخالدة لو ان بغلة عثرت بالعراق لكنت مسؤولا عنها ياعمر ، لانه لم يوجه عامله بازالة العثرات من طريق الانعام وكيف بالمفضلين على سائر مخلوقات رب العالمين . ولو عملوا بها قادة الثورة والوطن لكانت دروب بلادنا مفروشة بالورود ، لا حقول الغام قاتلة.
ربما لم اوفق في لغة الابحار شعوريا في انسانية المحافظ ، لكني استطعت من الاقتراب منها ، مسلطا الاضواء عليها ، و رسم مثاليتها في الاذهان بالكلمات النابضة بالمعاني ، والقابلة للفهم والتأثير على الآمدين القريب و البعيد .