الخميس - 13 مارس 2025 - الساعة 03:59 م
سيظل النقاش الاكتروني على اشدة عن زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي المناضل عيدروس الزبيدي لشبوة مساء الثلاثاء ، و ستؤخذ تفاعلاها و بعدها السياسي ودلالاتها التاريخية التي تستحق ، مستخطئا اطلاق العنان لتعليق الآمال عليها بلا قيود .
وعادة ماترهن الاشياء بنتائجها لا بناقشها او الكشف عنها فقط ، مستبقا طرح انطباعاتي الايجابية عنها في مقالٍ سابق ، مغذيا افكارها على ماورد في كلمة الضيف الرئاسي ، التي اعتبرها مفاتيح لنواياه الصادقة تجاه شبوة ، المحتاجة لمن يسندها على مستوى سلطات الدولة العليا . فبوح الزبيدي بمكنون مشاعره عن المحافظة ، واهلها وتاريخها وقيادتها ، و مايعتمل فيها من تنمية ، لها اهميتها القصوى في المرحلة ، وربما نحتاج لوقت طويل نسبيا لترجمتها على ارض الواقع فالمخاضات السياسية الصعبة تتطلب مهارات وروافد دعم اقليمية ودولية متعددة ، فلا يمكن اخذ الامور اليوم بجرة قلم ، وان يكتب بماء الذهب .
و في حالة العمل على فلترة كلام الزبيدي الذي يقطر عسلا ، نجده ناضخا بنواياه الطيبة والصادقة لفراستي في قرأة لسان اهل السياسة ، و النية مربط الافعال ، فان صدقت نجح العمل ، وان فسدت فسد العمل .
وكان لحديث الرجل قابلية كبيرة في مختلف الاوساط بشبوة ، وغدا لناظره قريب ، ذلكم من باب احسان الظن ولو في السياسة الجامعة للمتناقضات ، دلالة على قوة العقل والحكمة المستخدمة في ممارستها .
و ربما يلازمني الخوف من الاصابة بالانبهار من كلمة النائب الرئاسي عيدروس الزبيدي خشية الوقوع في قبضة قاعدة من قواعد علم النفس ، الانبهار بالشيء دليل ضعف ، من قبيل نصاب بالانبهار من الحضارة الغربية وتقدمها العلمي المذهل دليل قاطع على ضعفنا و تخلفنا كافرادٍ ودول .
وهناك من انتقد كل قولٍ جميلٍ لزبيدي في شبوة بشدة ، مذكرا بارتباطه المباشر بالممارسات الخاطئة لمكونه الحزب المتسلط في عدن .
واخذت الزيارة طابعها الرسمي لا الحزبي الامر الذي اكسبها اهمية سياسة وتاريخية خالدة . مما ينم على ديناميكية عقلية المحافظ الشيخ عوض ابن الوزير ، وقدراته الخلاقة في السيطرة على المواقف وتجييرها وتوظيفها بهدؤ وسلاسة لصالح المحافظة . مهما كان تطرف و نزق اصحابها . فنقطة التوازن في السياسة لايحققها الا كل ذو عقلٍ عظيم .
وهذه لعمري الحكمة بعينها .