الجمعة - 28 يناير 2022 - الساعة 09:48 ص
يتساءلون بخبث ماذا ينقص دعاة استقلال الجنوب حتى يعلنوه !!؟
والفئة التي تتولى ذلك هي فئة ضمن مشروع لتيئيس الجنوبيين وزرع الاحباط وخلخلة صفوفهم يجمعها حقد حركي اخواني على استقلال الجنوب ، وفئة ما زال يحدوها امل ان يعود ماضٍ سلطوي تشظى كانوا من طرفيته ، وهو امل مفلس لن يعود!!
وصف الماضي الرئيس السوفيتي "جورباتشوف" لمّا اتخذ قرارات البروستريكا وقيل له : ان الماضي سيقاوم ويعود فقال :"الماضي لا يعود الا اذا استطعت ان تعيد معجون الاسنان الى قنينته مرة اخرى"
الجنوبيون يحددون مسار قضيتهم الوطنية وماهي استراتيجيتها الثابته ؟ وماهي تكتيكاتها وتحالفاتها؟ ومن هم اعداؤها ودرجة خطورة كل عدو..ومرحلة خطرة!!؟ فهم المعنيون بدراسة واقع مشروعهم وتحديد خطواته ومتى يتراجعون خطوة للخلف ليتقدموا خطوتين للامام!!؟
فاعلان الاستقلال ليس نزهة بل مشروع يحتاج لواصق عسكرية وسياسية ودولية واقليمية ...الخ ، وله اعداء محليين واقليميين يترصدون الاستعجال في اتخاذ قراراته ، مرتبط بقرارات دولية مازالت مع اليمننة لابد من حشد حلفاء لتفكيكها ، ومرتبط باقناع العالم بفشل الاقاليم وضرورة دولة الجنوب لضمان المصالح المحلية والعالمية والاقليمية ، وهذا جهد عسكري ودبلوماسي وسياسي يعلمون حجمه ويخشون نتائجه !! مرتبط باقناع العالم بخطر مشاريع الاسلام السياسي وان فشلها في العالم العربي لايعني ان تنجح في اليمن والجنوب فقد فشلت في صناديق الاقتراع بديمقراطية باركوها وفشلت في منع الانقلاب وفشلت في مقاومته حتى ان محافظ مارب صرّح انه لولا طيران التخالف لاتخذت معارك مارب مسارا غير مسارها الحالي!!
ومرتبط ايضا بقدرة دولة الجنوب ان تكون شريكا دوليا قويا في محاربة الارهاب , فالاستقلال ليس قرار فقط ولو كان كذلك فلن يحتاج الامر لكثير من العناء لكنه قرار تواجهه تشابكات محلية واقليمية ودولية، فهو الان مرتبط بحرب اقليمية تواجه مشروع ايراني يهدد الجوار العربي يفرض على الكل توحيد البندقية ضده والسير في ذات الوقت بما يحقق الهدف ويخلق الظروف الموضوعية له
فالقفز عليها في هذه المرحلة يعني مواجهة العالم كله وهذا ماتتمناه اليمننة وطرفيتها في الجنوب ، مرتبط اولا واخيرا بان يكون للجنوب قوة تحمية وتحمي مصالح العالم وتبني التحالفات الدولية والاقليمية لتكون شريكا دوليا لمحاربة الارهاب والتطرف