الجمعة - 04 فبراير 2022 - الساعة 12:32 م
خلف لكم الاهل الكرام تاج من الذكر الحي الذي لايبلى ولا يزول ،وكل ذكر اثر مخلد يضاعف من تركة حمله على الوارثين ،وهم مطالبين بالحفاظ عليها وتزكيتها في الحياة وامتثالها في كل شاردة وواردة فيها وتحكيمها لسلوكهم وجعلها معينة لهم في قوة حمل امانة المسؤولية الملقاه عليكم اليوم والموجبة مراعاتها والاجتهاد فوق القدرات وضعف البشر لتأديتها على الوجه المرضي لله ولعباده والثالج لصدور اهلكم صدور الزمان وحملة راية العلم ومن اعلى مصانعها بجامعات مصر العروبة واشرقت بنورها في اليمن و شبوة الغارقتان في الجهل الشديد انذاك في مطلع خمسينات القرن الماضي ،وكل حظكم من الدنيا تركهم لثروه من الذكر والتاريخ العالق في وجدان الارض والانسان ،والحافظ لمكانتكم واسمكم الى يوم يبعثون ،وان يحدوني الامل في تنميتها واستكمال خيرها ليعم شبوة في عهدكم المبارك الميمون وان يجعل ذلك الحمل الثقيل والذكر الجميل نبراس لكم في دروب الحياة والقيادة والسياسة وتحرص على ان تقتات منها كل عبرة وعظة نافعة على الاستقامة وتصويب الاختلالات ماظهر منها وما بطن في شانكم الخاص او شؤون الرعية والمجتمع
وكم من يتيم مبارك غير مجرى التاريخ وكفل مجتمع ضال وهداه بعد فوارق نارية محرقة في طبيعة الافعال وقبحها تجاهه لكنها الاقدار تتخلق مع العظام منا وتهديهم نواميس الهداية والصلاح والسمو والكبر على الصغائر وتجاوزها بحسن نوايا الانبياء وطهارة قلوبهم وبقدرة القادر العلي الحكيم تنقاد لهم القلوب وتتقاطر في مواكبهم قوافل المنشدين الخير لارضهم ووطنهم وامتهم وتقوى شوكتهم في اشاعة العدل بين الناس ويستمدون منها صمودهم في مواجهة اخطار النفس الامارة بالسوء وكبح جناح نوازعها الشريرة ما أطلت من ثنايا الجنوب وحناياها الداخلية العوجاء .
وله رسمتها من ذهب الحروف ونور الكلمات لعلها تجد مستقرها الداخلي في قلبه الذي اخشى عليه الانزلاق والاغراق في متاهة الدنيا وضلالاتها البراقة وهي ظل شجرة يلفحك بعدها نار الجحيم ،فاتقها ماستطعت لذلك سبيلا فاني لكم من الناصحين وصادق امين يرجوا لقاء ربه بقلب سليم .
وبدد لكم شر كل وساس خناس من الجنة والناس وبدلهما امن وسلام مع الله وخلقه التواقين الى حسن سياستهم برفق ولين ،وحكمة، وعقل رصين، والعمل على تحقيق مصالحهم وحفظ عليهم دينهم بموجباته الرحمانية ونواهيه الربانية الراعية لحرمة النفس والدم والامانة والصدق والوفاء مع اهله والاخذ على الباطل ويديه والاندفاع المأجور في زواله .
ونعم عقبى الدار والذكرى اخي الحبيب .