السبت - 05 فبراير 2022 - الساعة 07:20 م
وكأنه يوم الفجائع.فما إن فرغت من متابعة خبر وفاة الشيخ المناضل سعيد عثمان صبيره والد زميلنا الشيخ أحمد سعيد صبيره، حتى انتشر نبأ وفاة الشهيد العقيد إسكندر ثابت محسن الجبري في احد مستشفيات القاهرة، لنتفاجأ بنبأ وفاة الزميل والرفيق المناضل فضل أحمد عليوه الشخصية التربوية والاجتماعية والقيادي في الحزب الاشتراكي في محافظة أبين.
تعود معرفتي بالفقيد عليوه إلى العام ١٩٧٦م حينما كنت اجري التطبيق في تعليم اللغة العربية في مدرسة البدو الرحل بزنجار عند ما كنت في السنة الثانية من دار المعلمين، وكان الفقيد فضل مدرساً هناك حينما استلفت منه بعض الحصص الدراسية وأعمل بمشاركته وإشرافه، قد تكرر هذا في السنة التي تلتها، العام ١٩٧٧م.
لكن علاقتنا تعززت بعد العام ١٩٨٨م حينما انتُدِبتُ للعمل في قيادة منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة أبين وكان الفقيد يعمل كنائب لرئيس لجنة التفتيش المالي الحزبية في المحافظة.
عَمَلُنا معا مكنني من استكشاف السجايا النبيلة لفقيدنا، فقد ظل ذلك المناضل الصامت والمؤمن بقضايا الإنسان والإنسانية وبمبادئ العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية.
لقد تميز الفقيد بالوفاء لما يؤمن به من مبادئ، فبرغم الضربات الموجعة التي تعرض لها الحزب الاشتراكي بعد حرب ١٩٩٤م وما انتجته من حالات الهروب من الحزب والهجرة إلى الأحزاب المنتصرة في الحرب، بقي فضل عليوه على وفائه لقضية الحزب ولم تهزه سياسات التضييق والإرهاب الفكري وحملات التنكيل والملاحقة التي تعرض لها قادة ونشطاء الحزب وأنصاره.
بعد العام ٢٠٠٠م تولى الفقيد رئاسة لجنة الرقابة والتفتيش في منظمة الحزب في محافظة أبين وبقي عضوا في اللجنة العليا للرقابة والتفتيش للحزب حتى يوم وفاته.
كان فضل دمث الأخلاق قليل الحديث عن نفسه زاهدا في الاستعراض والظهور عبر وسائل الإعلام، لكنه كان شخصية جاذبة ومحبوبة وحظي بحب وتقدير كل من تعرف عليه أو عمل معه.
وفاة الفقيد فضل خسارة كبيرة للمجتمع المحلي في مدينة زنجبار ولقيادة وقواعد الحزب الاشتراكي على صعيد المركز والمحافظة.
وفي الختام أتقدم بصادق مشاعر العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد وأولاده وأهله وذويه وجميع محبيه.
وهي موصولة للأستاذ الدكتور عبد الرحمن عمر السقاف وزملائه في قيادة الحزب المركزية والاستاذ سعيد عوض همامي ورفاقه في القيادة المحلية الحزب في محافظة أبين ولكل قواعد الحزب في المحافظة ولكل المواطنين في زنجبار وعموم أبين
وابتهل إلى الله العلي القدير أن يرحم فقيدنا ويتوب عليه ويسكنه فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون.