الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - الساعة 07:27 م
بعد سويعات من الآن سيدخل علينا شهر مايو فتساءلت لماذا ينتظر العمال هذا الشهر ؟ هل يحمل هذا الشهر للعمال مزيدا من الزيادات في الراتب أو بعض من العلاوات الضخمه والتي تضيف إلى الراتب شي من الهيبه والوقار أو هل هو موسم الترقيات يتفرغ فيه فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء ومعالي الوزراء لإرضاء العمال بإصدار عدد غير مسبوق من القرارات على اختلاف مسمياتها تحمل موضوع واحد وهو الترقيات ، فتساءلت إذن لماذا يفرح العامل والموظف بهذا الشهر من خلال الذهاب مسرعا إلى الحلاق ليعمل له صنفره على المزاج لوجهه و يسبك له فوشه تعطي لشعره بعض من الاحترام ويفتح على عجاله جميع صفحات مجلات الموضه المتاحه بحثا عن أحدث خطوط الموضه ليستقر على اللوك الذي سيظهر به خلال هذا الاحتفال ، والذي يحزنني بان رموز الدوله كلا باسمه وفخامة موديل سيارته ينشغلون في هذا الشهر بتوزيع الهبات وهي عباره عن شهادات التكريم لمن هب ودب قياسا على عدد ماتبقى من الشعر في الرأس وعدد ماتبقى من أسنان في الفك .
العامل والموظف هو ذاك الشخص الذي يكدح تقريبا من دون مقابل بعد أن أصبحت الصدقه تحمل ذات القيمه الاسميه و الفعليه الذي يحملها الراتب ، الذي بالكاد يكفي لايام معدودات بعد أن يعصر هذا العامل أو الموظف باخمس يديه كل النفقات إلى الحد الذي يمنع به البطن من الاكل، بعد أن كان هذا العامل أو الموظف في ايام مضت يصول ويتفشخر برفقة هذا الراتب الذي كان يبيض وجهه في مختلف الأسواق والمولات أما في هذه الأيام فقد سود هذا الراتب وجه وعيشة هذا العامل أو الموظف ابتداء من فقدانه لتلك القدره الشرائيه وانتهاء إلى وقوعه في دوامة الفقر و الاقتراض ،
فتساءلت هل هم فعلا عباره عن عمال وموظفين أو أنهم عباره عن مجموعه من العبيد نسبوا أنفسهم زورا و بهتانا إلى زمرة العمال والموظفين ، فالبصر يشير بأن شكلهم اقرب إلى شكل عامل أو موظف وان ثيابهم اقرب الى ثياب العمال والموظفين حتى أن لسانهم يشتكي بنفس تلك العبارات واللغه التي يشتكي بها العمال والموظفين ولكن العقل يكاد أن يجزم بان هولاء قطعا ليسوا بعمال أو موظفين و أنهم عباره عن زمره من العبيد يتم تسخيرهم للعمل مجانا او مقابل بعض من الفتات ، حقوقهم القانونيه والماديه لازالت عند الدوله مفقوده موجوده فقط في نصوص الخطابات و حفلات التكريم الصاخبه والتي يعلوا فيها المديح و الصراخ عن مكانة وقدسية هذا العامل والموظف يتم فيها توزيع شهادات التكريم الذي غالبا ماتكون مطبوعه على ورق ردئ غير صالح للاستخدام حالها من حال العامل والموظف الذي يتم المبالغة في الاحتفاء به وتكريمه.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه