برعاية الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي اللقاء التشاوري الموسع لقيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي في العاصمة عدن

‏اهتمام كبير للرئيس الزُبيدي باسر الشهداء حفظه الله اهتماماً ملحوظاً بأسر الشهداء في عموم مناطق الجنوب

انفوجرافيك يوضّح أبرز أعمال تأهيل وتأثيث وتشغيل مستشفى الشهيد الدفيعة ببيحان وأبرز الأجهزة التي قامت بتوفيرها #مؤسسة_خليفة_بن_زايد_للأعمال_الإنسانية




مقالات


السبت - 01 يونيو 2024 - الساعة 09:48 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب




سمعت عن زواج المسيار كما سمع الكثيرين به فأخذني الفضول إلى معرفة ماذا يعني زواج المسيار ؟ وهل هو زواج شرعي صحيح ؟ وخصوصا بعد أن تواترت الأنباء عن انتشار مثل هذا الزواج كالنار في الهشيم في المملكة العربية وان الكثير من علماء المملكة قد تسابقوا في الإفتاء بصحة مثل هذا الزواج ، فتساءلت ما هو زواج المسيار ؟ فجاءني الرد بأن هذا النكاح يتم بموافقة ورضى من ولي البنت "العروس" وبحضور شاهدين ولكن ما يميز هذا الزواج عن غيره بأن تتنازل العروس سواء كان هذا التنازل برضاها أو أن هذا التنازل قد اخد رغما عنها عن السكن الشرعي فتستمر العروس في طيب الإقامة في منزل والدها بينما تستمر إقامة الزوج في منزل ابيه ويتم النكاح الشرعي بعقد رسمي بينهما وبحضور ولي وشاهدين بينما تتم مراسم النكاح الأخرى في غرف الفنادق في الوقت المتفق عليه بحسب قدرات واحتياجات الزوجين ، فقلت سبحان الله هذا ليس من فعل البشر .

زواج المسيار هو الزواج الوحيد الذي لا يمتلك ولا يستطيع الرجل المطالبة بالحق في القوامة على المرأة بحكم سكنها في بيت أبيها فمثل هذه العروس يمكنها أن تخرج وتعود من والى البيت متى ما تشاء من دون إذن او علم زوجها بحكم أنها لازالت تسكن في بيت إبيها رغم أن الولاية عليها قد انتقلت شرعا من ولاية الأب إلى ولاية الزوج بفعل عقد النكاح ، كما أن الاحتجاج الذي يتشدق به المؤيدين لمثل هكذا زواج بأن العروس قد تنازلت طوعا عن حقها في السكن الشرعي فقلت إن مثل هذا التنازل غير صحيح لمخالفته نص الآية ﴿أَسكِنوهُنَّ مِن حَيثُ سَكَنتُم مِن وُجدِكُم وَلا تُضارّوهُنَّ لِتُضَيِّقوا عَلَيهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَملٍ فَأَنفِقوا عَلَيهِنَّ حَتّى يَضَعنَ حَملَهُنَّ فَإِن أَرضَعنَ لَكُم فَآتوهُنَّ أُجورَهُنَّ وَأتَمِروا بَينَكُم بِمَعروفٍ وَإِن تَعاسَرتُم فَسَتُرضِعُ لَهُ أُخرى﴾ [الطلاق: ٦] وكلمة اسكنوهن هنا جاءت بصيغة الأمر المباشر موجه من الله تبارك وتعالى الى الزوج بضرورة توفير السكن والى الزوجة بوجوب الانتقال الى المسكن الذي قام الزوج بتوفيره ، أما قوله تعالى من حيث سكنتم قد جاء من باب التخفيف على الزوج أن يعمل على توفير السكن بحسب ما يمتلك من إمكانيات فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

إن المنادين والمفتيين لمثل هكذا زواج أما أنهم مروا مرور الكرام على نص هذه الآية أو أنهم لم يستوعبوا أو اساءوا فهم ما جاء في نص هذه الآية بشأن السكن كما لم يقدم لنا هؤلاء المؤيدون أي دليل قطعي بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام أو الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين لهذا الأمر كما لم يثبت أن قامت الصحابيات رضي الله عنهن أو من جاء بعدهن بتنازل عن المسكن الشرعي ، فالسكن شرط أساسي لا تمام مراسم الزواج لأن السكن هو محل إقامة الأسرة الجديدة وان كان البعض قد أجاز تنازل العروس عن حقها في السكن لأسباب قاهره كان ترعى العروس اب طاعن في السن لا يستطيع أن يقوم برعاية نفسه أو أن أحد الآباء أو كلاهما عاجزان كليا عن رعاية نفسيهما فمن باب الضرورات يمكن القبول بهذا الأمر ولكن بشكل مؤقت تنتهي بانتهاء السبب الذي تمت الإباحة على أساسه ولكن في الأخير يبقي السكن هو محل قوامة الرجل ولبنة بناء الأسرة لهذا السبب نكاح المسيار نكاح فاسد لا يستقيم ومتطلبات الشرع.