الأربعاء - 02 مارس 2022 - الساعة 09:46 م
لم يستوعب الاخوة الاعداء في الجنوب عملية اسقلالية وحداتهم الادارية المحررة , ومازالت العقلية الشمولية هي المسيطرة على تفكيرهم الجمعي والفردي والمتحكم الرئيس بهم , وبكل سهولة و يسر يمكن ارجاع كل خلافاتهم السطحية والجواهرية الى هذه الاشالية التاريخية العميقة , والواقفة حجر عترة امام تحقيقهم للانفتاح على بعضهم البعض او تحقيق ادنى درجات من التقارب بينهم . وستظل مربط الفرس لحالة التنافر التي يعيشونها ومصدر قلق مستدام يحرم عليهم الوصول الى نقطة التقاء قريبة اليوم او غدا .
والطامة الكبرى جهلهم برؤية العالم المتطابقة لهم واقتناع غالبية الدول باستحالة اصلاح الاوضاع في جنوب اليمن مما يستدعيها الى تجديد مواقفها وتثبيت وجهات نظرها حوله دون وعي الفعاليات المتحكمة بالمشهد اليوم بخطورة ذلك عليها وعلى مستقبل التسوية السياسية للازمة اليمنية برمتها،ويظل وقوفهم الخطاء منها عرضة للانتقاد القوي من الدول الراعية لها والحاملة لملفها فوق وتحت الطاولات الاقليمية والدولية ،ويضاعف من اشكالية التعامل الدولي مع قضايا الجنوب تشظي رؤوسه القيادية وصعوبة التعامل مع واحد منها ،واصرارهم الغريب والمريب على تجديد خلافاتهم بين الحين والاخر . متجاهلين بان العالم كله يرصد مايجري اليوم على ارض الجنوب بصورة منفرة ويعلم بان سهام خلافاتهم سهام الليل لا تخطئ رميتها .