مقالات


الخميس - 12 سبتمبر 2024 - الساعة 07:39 م

الكاتب: محمد باشاة العولقي - ارشيف الكاتب



حزب الإصلاح كان ولا يزال طرفًا رئيسيًا في قتل الجنوبيين وتدمير واسع في الجنوب ونهب ثرواته ، خصوصًا خلال حرب 1994، حيث لعب الحزب دورًا محوريًا في تحويل تلك الحرب من سياسية إلى صراع ديني، مروجًا لها كـ"جهاد" ضد الجنوبيين مبررًا العنف والتكفير في إطار دعم نظام علي عبدالله صالح..

بعد تلك الحرب، التي شكلت نقطة فاصلة ومؤلمة في تاريخ الجنوب، لم يتوقف حزب الإصلاح عند هذا الحد، بل استمر في تعزيز هيمنته على الجنوب بالتعاون مع نظام علي عبدالله صالح (عفاش)، مما ساهم في تهميش الجنوبيين واستبعادهم من مؤسسات الدولة، واستغلال موارد الجنوب بشكل غير عادل.

تجاوز حزب الإصلاح المجال السياسي، حيث استخدم المساجد والمؤسسات الدعوية والتعليمية لنشر أيديولوجيته، مستغلًا الدين والمؤسسات التعليمية، وشراكتة مع عفاش لخدمة مصالحه الخاصة، متورطًا في الفساد والتحالفات المشبوهة التي عمل من خلالها على زعزعة أمن واستقرار الجنوب، وضرب النسيج الأجتماعي الجنوبي.

كما عمل نظام (عفاش) بجانب حزب الإصلاح على زرع الفرقة بين أبناء الجنوب بطرق متعددة، أبرزها إذكاء النزاعات القبلية وتشجيع الثأر بين القبائل الجنوبية، استخدموا سياسة "فرق تسد" لتفكيك اللحمة الجنوبية وإضعاف قوى الجنوب الوطنية التي كانت تسعى لتحقيق الاستقلال واستعادة الحقوق.

إلى جانب ذلك، تعاون النظام مع حزب الإصلاح في نهب ثروات الجنوب واستغلال موارده الاقتصادية، بما في ذلك النفط والمعادن، لصالح النخبة السياسية في صنعاء، تاركين الجنوب يعاني من الفقر والتهميش.

ومنذ 2011 وحزب الإصلاح يتهم الحراك الجنوبي بالعمالة والتبعية لإيران ولطالما استخدمت وسائل إعلام الإصلاح مصطلح "الحراك الإيراني" وعندما اعلنت أدوات إيران الحرب على الجنوب انتفض الحراك للدفاع بكل شرف عن الجنوب بينما الإصلاح لم يصدر منه حتى الآن بيان إدانة محترم للعدوان على الجنوب.

واليوم، ومع حلول الذكرى الـ34 لتأسيس حزب الإصلاح، يبقى تاريخه الملطخ بدماء الجنوبيين وصمة عار لا تمحى في ذاكرة الشعب الجنوبي، في وقت يستمر فيه أبناء الجنوب في نضالهم لاستعادة حقوقهم وتحقيق استقلال دولتهم.