انفوجرافيك يرصد نتائج اجتماع لجنة المناقصات برئاسة المحافظ بن الوزير، والتي أقرت الإعلان عن حزمة مشاريع بما يقارب من 5 ملايين دولار، بتمويل السلطة المحلية بالمحافظة.

الحصاد النصف الشهري الأول للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي سبتمبر ٢٠٢٤م

برعاية الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي اللقاء التشاوري الموسع لقيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي في العاصمة عدن




مقالات


الثلاثاء - 24 سبتمبر 2024 - الساعة 07:23 م

الكاتب: علاء علي العبدلي - ارشيف الكاتب



في زحمة الأحداث والتحديات التي يواجهها الوطن، تبرز شخصية العميد بسام الحرق كمنارة للأمل والإخلاص.
فهو ليس مجرد قائد عسكري، بل هو نموذج حقيقي للرجل الوطني الذي يفهم قيمته التاريخية ومعاني العطاء والتضحية. يمتاز العميد بسام بكونه شخصية عبقراطية وتكنوقراطية، وهو فخر لكل من يعرفه، حيث يعكس مفهوم القيادة الحقيقية التي تسعى إلى تحسين الأوضاع والمساهمة في بناء الوطن بعيدا عن الانتماءات الحزبية الضيقة.

ما يجعل القائد بسام الحرق يتفرد في مشهد القيادة هو حبه العميق لوطنه وإخلاصه في العمل لأجل مصلحة بلاده، دون النظر إلى المكاسب الشخصية أو المصالح الضيقة التي تُعكر صفو العمل الوطني. في الوقت الذي نشهد فيه قيادات أخرى تتبوأ المناصب دون جدارة، يبقى العميد بسام رمزًا للجدارة والكفاءة. فهو لا يحتاج إلى ألقاب أو مواقع لتأكيد مكانته، بل إن إنجازاته على الأرض تتحدث عنه، حيث أثبتت قدرته على إدارة الأزمات وتحقيق النجاحات في أصعب الظروف.

ففي كل مرحلة من مراحل حياته المهنية، كان العميد بسام الحرق مثالًا للقائد المحنك الذي لا يتردد في اتخاذ القرارات الصائبة.
فقد كان له دور بارز في تأسيس الشرطة العسكرية في جبهات الساحل الغربي، وهو الدور الذي أسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن والاستقرار في مناطق كانت تعاني من الفوضى والانفلات.
كان ينظر إلى كل فرد من جنوده كجزء من عائلته، ويعمل على تعزيز روح الفريق والعمل الجماعي، مما أدى إلى تحقيق إنجازات أمنية عظيمة.

لقد كانت مسيرته مليئة بالتحديات والصعاب، لكنه كان يواجهها بشجاعة وثبات، مؤمنًا أن القائد الحقيقي هو من يقف أمام الصعاب، لا من يقف خلف الأبواب المغلقة. تمتد إنجازاته من مكافحة التهريب إلى استعادة الأمن في المدن التي عانت من الفوضى، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدراته القيادية الفذة والإبداعية.

إن القادة العسكريين في التاريخ يُذكرون بأفعالهم، وليس بأقوالهم، وهذا ما يفرق بين القائد العميد بسام الحرق والكثيرين في الساحة اليوم.
فمساهماته لم تقتصر على المجال الأمني فحسب، بل تجاوزته إلى المجالات الإنسانية والاجتماعية، مثل دعمه للمتضررين من الأمطار والسيول، وسعيه لتحسين البنية التحتية والخدمات العامة في المناطق التي كان يديرها.
إن القادة المهرة مثل بسام ليسوا فقط أشخاصًا عاديين، بل هم قادة قادرون على إحداث تغييرات حقيقية في المشهد الأمني والسياسي. إنهم هم الذين يمكنهم استعادة الثقة في المؤسسات الأمنية وتوجيه دفة العمل الوطني نحو الآفاق المأمولة.

العميد بسام الحرق هو الفعل وليس القول؛ هو الإخلاص والعمل والتفاني، وهو النصر على روح الخمول والإهمال. لذا، إذ نأمل في تعزيز الأمن والاستقرار في وطننا، ينبغي استقطاب مثل هذه الشخصيات القيادية العظيمة لتكون في الصفوف الأمامية، لتحفيز طاقات الشباب وتأمين مستقبل أفضل للجميع. لأنه ببساطة، الوطن هو حاجة ماسة لهؤلاء القادة، وهم بحاجة إلى وطنهم ليعملوا به، ليضئوا له أفق النجاح والتقدم. إن قيادته تستحق أن تُعطى الفرصة، وأن تُستثمر قدراته في صنع الفرق، لأن القائد الحقيقي مثل العميد بسام الحرق هو من يتحلى بالشجاعة في اتخاذ الخيارات الصعبة، ويعمل بلا كلل لبناء مستقبل مشرق .
ففي ظلال الاستحقاق يبقى العميد بسام الحرق نموذجًا للقيادة الحقيقية.
ومع تعرض الواقع السياسي والأمني لضغوط هائلة، تبقى التساؤلات مشروعة حول معايير اختيار القيادات العسكرية والسياسية التي تأخذ على عاتقها مسؤولية إدارة البلاد.
إن المؤسف حقًا هو أن الضوء يتسلط أحيانًا على شخصيات تفتقر إلى الكفاءة والقدرة على تحمل مسؤولياتها، في حين تُهمل هذه الشخصيات الاستثنائية التي قدمت الكثير للوطن وحققت إنجازات ملموسة في أصعب الظروف.

إن الحديث عن العميد بسام الحرق هو حديث عن القائد الحقيقي الذي يجسد معاني الكفاءة والعطاء. فهو ليس مجرد اسم في عالم العسكرية، بل هو تجسيد للإخلاص والتفاني للوطن.


لقد شارك العميد بسام بحماس في الحرب الأخيرة ضد مليشيات الحوثي، حيث خاض غمار المعارك بشجاعة وأظهر ولاءً وبسالة، إذ قاد جبهات القتال وكان له مواقف مشرفة تحملت روح الفداء والنضال. ليس ذلك فحسب، بل عندما تم تكليفه كمدير عام مديرية طور الباحة، حدثت تغييرات ملحوظة في فترة وجيزة، حيث عمل على تحسين مستوى الخدمات وتطوير المشاريع التنموية التي تخدم المواطن. كانت إدارته نموذجاً يُحتذى به في الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والأمان.

لكننا نتساءل :كيف يتم اختيار القيادات في قواتنا المسلحة الجنوبية؟ لماذا تُهمل كفاءات مثل العميد الحرق، ويتم تجاهل إمكانياته المتعددة؟ للأسف، يبدو أن هناك تفضيلات تعود إلى اعتبارات غير موضوعية، مما يضع مصير البلاد في أيدي قيادات تفتقر إلى الرؤية والقدرة على الإدارة.

إنه لمن المؤسف أن أبطالًا مثل العميد بسام يستحقون كل التقدير، ومع ذلك يُتركون في الظل، بعيدًا عن المناصب التي يمكن أن تُعزّز دورهم في تحقيق الأمن والاستقرار.
يجب أن يُدرك القادة في قواتنا المسلحة الجنوبية أن هناك مسؤولية تاريخية تقع على عاتقهم لاختيار الأصلح، بعيدًا عن الاضطهاد أو المجاملات.

إن الوقت قد حان لنعيد التفكير في كيفية توجيه الضوء نحو الشخصيات التي أثبتت جدارتها، أمثال العميد بسام الحرق، الذين هم بالفعل رجال المرحلة. فالقيادة ليست مجرد رتبة، بل هي مسؤولية تتطلب الكفاءة والشجاعة والرؤية. لذا، يجب على قواتنا المسلحة أن تعيد تقييم اختياراتها وأن تعطي الفرصة للقيادات القادرة والمناسبة.

كلنا أمل أن تُصحح الأمور، وأن نرى شخصيات مثل العميد بسام الحرق تتبوأ المناصب التي تناسبهم، لأننا بحاجة إلى قيادات تحمل معها روح التغيير والإصلاح، وتضع مصلحة الوطن في المقدمة. إن الوطن يتطلّع إلى رجال يعيدون إليه الأمل، ورجال مثل العميد بسام الحرق هم من يمنحونه هذا الأمل، ويُشرِقون به على المستقبل.