انفوجرافيك يرصد نتائج اجتماع لجنة المناقصات برئاسة المحافظ بن الوزير، والتي أقرت الإعلان عن حزمة مشاريع بما يقارب من 5 ملايين دولار، بتمويل السلطة المحلية بالمحافظة.

الحصاد النصف الشهري الأول للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي سبتمبر ٢٠٢٤م

برعاية الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي اللقاء التشاوري الموسع لقيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي في العاصمة عدن




مقالات


الخميس - 17 أكتوبر 2024 - الساعة 08:01 م

الكاتب: علاء علي العبدلي - ارشيف الكاتب



في زمن تتقاذف فيه الأزمات والتحديات بصورة يومية، يصبح من الضروري أن نرفع أصواتنا عبر الأقلام، ليس لإبداء الآراء أو تقديم مصالح شخصية، بل لنشر الحقيقة التي يجب أن تعلو على أي اعتبارات أخرى. نحن بحاجة إلى من يسخر قلمه كأداة للكشف عن الحقائق، مهما كانت قاسية، ومهما استدعت من شجاعة. إن وظيفتنا ككتاب موجودة في توضيح الواقع، والسعي نحو إظهاره بشفافية ومصداقية، هو واجب نحمله على عاتقنا تجاه مجتمعنا.

إن الحقائق، مهما كانت صادمة أو مؤلمة، هي ضوء ينير طريقنا نحو التصحيح والتغيير. في كثير من الأحيان، نواجه حواجز وعقبات تعيق رؤية الواقع من حولنا. وتزداد الأمور تعقيدًا عندما يشعر الأفراد بأنهم مضطرون للاحتفاظ بأرائهم في طي الكتمان، خوفًا من الانتقاد أو الرفض. لكن ما يجب أن نفهمه هو أن الحقيقة ليست بحاجة إلى تبرير أو مصلحة. يجب أن تكون أولوية أي كاتب أن ينقل الواقع بعقلانية ومن دون تحيز، بحثًا عن الأسباب الحقيقية وراء المشكلات التي تعصف بمجتمعاتنا.

عندما نتحدث عن واقعنا، يجب أن ندرك أن كل أزمة تحمل في طياتها دروسًا قيمة. بل إن تجاوز هذه الأزمات يتطلب منا فهم عمقها، واستقراء أسبابها، وتفكيكها إلى عناصرها الأساسية. وهنا يأتي دور الكتاب والمفكرين الذين يسخرون قلوبهم وعقولهم لإبراز الحقائق، ليس عن أنفسهم أو مصالحهم، ولكن من أجل المجتمع بأسره الذي يعاني من الظلام والضباب. هذا هو الدافع الذي يدفعنا للكشف عن القضايا التي تحتاج إلى معالجة، ولإشعار الجميع بأننا نقف على أرضية واحدة، ونواجه معًا التحديات التي تعترض طريقنا نحو العطاء والنمو.

وكما قال المفكرون عبر التاريخ، إن الكلمة لها قوة لا تُضاهى. فهي قادرة على إحداث التغيير، وإشعال الثورات، وتحفيز القلوب على التحرك. لذلك، فإن واجبنا ككتاب هو استخدام هذه القوة بحذر وبنوايا صادقة، لنكون صوت أولئك الذين لم تُسمع أصواتهم في زحمة الصراعات والانقسامات. لن نحتاج إلى مبررات أو أي مصلحة شخصية، فلقد أتى الوقت الذي يجب علينا فيه أن نرى كيف يمكن لكلماتنا أن ترفع الظلم، وتحقق العدالة، وتعيد الأمل إلى النفوس التي فقدت الثقة في الغد.

لا يعني ذلك أن الطريق سيكون سهلاً. بل، إن كل كاتب صادق سيواجه انتقادات، وربما رفضًا أو سخطًا من البعض. لكن هذه هي التكاليف الحقيقية للعمل الصادق. عندما نجعل من أقلامنا وسائل للكشف عن الواقع، نستيقظ في كثير من الأحيان على عواقب تلك الحقيقة، والتي قد تكون مؤلمة، ولكنها ضرورية. فالحقيقة، مهما كانت، هي جسر نحو الحلول، ونحن بحاجة إلى بناء هذا الجسر معًا.

علينا أن نتذكر دائمًا أن كتابة الحقيقة ليست خيارًا، بل هي واجب. واجب تجاه أنفسنا، وتجاه المجتمع، وتجاه الأجيال القادمة التي تستحق أن تعيش في عالم يتسم بالشفافية والعدالة. بدلاً من الاختباء خلف جدران الصمت، يجب أن نكون المبادرين بإحداث التغيير.
فلابد ان نبادر جميعًا ونستخدم أقلامنا لنكون جزءًا من جوهر العملية التغييرية، حيث تعطى الأولوية للحقائق، وتُخدم الأهداف النبيلة.

لذا سوف نستمر في العمل بقلوبنا وأقلامنا، لنصنع حقيقة جديدة، حقيقة تتحدث عن عزم الجنوبيين على التصحيح، ولنستمر في خوض غمار الكفاح من أجل مجتمع أكثر نقاءً.
فلنعلُ بصوتنا، ولنصلح ما يمكن إصلاحه، ولنجعل من كل كلمة نكتبها نميرة تضيء دربنا نحو الأمل والتغيير.