الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - الساعة 03:24 م
ان مستجدات المشهد تُؤشّر إلى سقوط الحوثي -المفترض- لا بسبب كونه انقلابياً قام بالإستيلاء على السلطه في صنعاء وطرد الشرعيه وفَرَض سلطة الأمر الواقع، فلقد سبق لدول التحالف ان اغدَقتْ على قوى سياسيه وقواتها بالسلاح والمال لغرض تحرير صنعاء ولكن ظلّت تراوح في مكانها ولم تقم بتحرير تَبّه واحده ! طالما كانت عقيدتها ليست مبنيّه على إسقاط الحوثي وتحرير صنعاء ولكن على معاودة إحتلال الجنوب وتحت أي صيغه ووفقاً لذلك لا يوجد لديها إشكال في ان يكون الشمال للحوثي بما هي تريد الجنوب وشعب الجنوب يرمون به في البحر ! .
ولذا فإن مؤشرات سقوط الحوثي -المفترض- تعود إلى ثلاثه اسباب رئيسيه: الأول سقوط اذرع إيران المتسارع في جنوب لبنان وسوريا،
والثاني أذِيّته لمصالح أمريكا والدول الكبرى في إستهداف الشحن البحري والتجاره الدوليه في الممرات المائيه بحر العرب وخليج عدن وباب المندب، والثالث القمع والقهر والظلم الذي يمارسه على أبناء الشمال ولقد بدأت التململات الشعبيه والقبليه تلوح في الافق، وهناك تحليل لصحفية وكاتبه ومديرة الإتصالات بمنظمة أصدقاء الجنوب نشرته صحيفة الأيام بعدد الأربعاء ١٨ ديسمبر الحالي بعنوان ((مشاكل اليمن المستعصيه تفرض إستقلال الجنوب)) وفي التفاصيل ان الْمَخْرَجْ من عدم وجود افق لإتفاقية سلام وتشرذم المجلس الرئاسي حيث لا يستطيع السيطره على المناطق البعيده من الحوثيين وعدم معالجة الوضع الإقتصادي المزري ومنع الحوثيين من مهاجمة سفن الملاحه في البحر الأحمر ان الْمَخْرَجْ من كل ذلك يفرض ((إستقلال الجنوب)).
ان احاديث العامه وما يتردد في الشارع الجنوبي تتمحور جميعها عن تقديرات قيادة المجلس الإنتقالي لسقوط الحوثي وهل سيخدم قضية شعب الجنوب وحقه في إستعادة دولته ؟ ام ان هناك قوى ستلتقفه والحلول محل الحوثي وهي مسكونه بعقلية إحتلال الجنوب والفرع والأصل ! .
وفي كل الأحوال فإن شعب الجنوب يَتُوق لوجود رؤيه وخيارات لدى قيادة المجلس الإنتقالي لما بعد سقوط الحوثي المفترض وفي السياق فإن الدوله مؤسسات وجيش وأمن وإمكانيات ووجود على الأرض ووحدة الشعب بكل قواة السياسيه والإجتماعيه والمدنيه والتفافه حول قيادته من خلال جبهه داخليه عريضه قويّه ومتماسكه بإعتبار كل تلك العوامل مجتمعه هي اهم شروط التهيئه لإستعادة الدولة الجنوبيه كامله الحُريه والسياده والإستقلال على حدود ماقبل ٢١ مايو ١٩٩٠م ...