السبت - 11 ديسمبر 2021 - الساعة 04:34 م
ما اروع الاثر الادبي العالمي الخالد الجريمة والعقاب ،وعبقرية كاتبها الروسي دوستوفسكي
وتقوم كل بلدان العالم وتعتمد انظمتها على مدى فعالية اجهزتها الامنية وقدرتها على محاربة الجريمة والنجاح في احباطها قبل ووقوعها ، وفازت برضى الرب والشعب معا،وحققت مسيرة مهنية وحضارية خالدة في الحياة ،وارست دعائم راسخة لنظام دولها وشعوبها مستدام ومحصن بنظام عدلي يفوق الوصف .
واليمن تكاد تكون البلد الوحيد في العالم الذي انهار نظامه الامني بالكامل اثر الانقلاب،وبذلك نهضت مؤسساته من انقاضها ،وواصلت عملها بصورة او باخرى على الرغم من تحجيم دورها من قبل شرعية الدولة المستولي عليها في الرياض والمحافظات المحررة وتعمل غالبية اجهزتها الامنية بارادة قياداتها و قدرات كوادرها وحبهم لتأدية واجباتهم ووظائفهم المهنية فيها .
ولهذه الاسباب الوجيهة ظل ضعف الاجهزة الامنية قائما بلا شك ،و لو تعرضت بلد غيرها لما تعرضت له اليمن لغرقت من ساعتها في وحل ومستنقع الجريمة والفوضى , ويمكن ارجاع حالة الاستقرار النسبي والمعقول الذي تعيشه معظم المحافظات اليمنية وبالذات المحررة منها الى احتكام المجتمع وبصورة تلقائية لعاداته واعرافه حال ضياع الدولة او ضعفها والاحتكام الى قواعدها والامتثال لها في كل شاردة وواردة ،واعتماد صفها القيادي كذلك على منظومة من مليشياتها المنضبطة حزبية او قبليا نوعا ماء للاخلاقيات العامة للمجتمع , وهناك عوامل متداخلة تسببت في انهيار منظومة العمل الامني في اليمن كمقدمة اساسية لاحداث الانقلابات واغراقها في الفوضى .
وتظل جرائم الارهاب السياسي جرائم بلا عقاب في كافة محافظات اليمن وفقا ومعطيات سجل الحركة الجنائية فيها،لارتباط اوكارها ومرتكبيها بصورة مباشرة بمراكز النفوذ في الدولة قبل وبعد الانقلاب عليها , ومن المعروف بان تيار الاسلامي السياسي يمثل الاب الروحي و الرحم الولود لهذه العناصر والراعي الحصري لتكاثرها وتفريخها والحرص على انجاز مهام وبرامج الاعداد القتالي والمعنوي لها ،وتجهيزها لوجوستيا، والاحتفاظ بها كخلايا نائمة ،وبعيدا عن عيون الرقابة ،واطلاق عنانها وقت الحاجة لتنفيذ العمليات الارهابية المحققة لاهدافها الخفية .
ويحفل سجل اجهزة الامن بشبوة بتاريخ مجيد في مقارعة الجريمة وكشفها وضبطها باستثناء جرائم الارهاب والمخدرات ولكل منهم موجهات داخلية وخارجية معروفة ومحددة وهي بالطبع خارج طائلة القانون , واليمن الدولة الوحيدة في العالم التي تحتكم لضوابط عرفها الاجتماعي في اغلب الاحوال ،وهناك امكانية للاستغناء عن وظيفة الدولة فيها او حصرها في الجانب البروتكولي والخدمات العامة فقط .